سجلت محافظة جدة خلال الأيام الثلاثة الماضية إصابة ثلاثة أشخاص بمرض"الملاريا"جميعهم من الجنسية اليمنية، إذ تم علاجهم بعد إجراء التحاليل المخبرية كافة لهم، في حين أعلن أحد المستوصفات الخاصة في المحافظة حالة الطوارئ بعد إصابة صيدلاينة من جنسية عربية ب"الحصبة"تحسباً لانتشار المرض بين الموجودين في المستوصف، خصوصاً المرضى، كونه أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي تنتشر بسرعة واسعة بين الأشخاص المخالطين للمصاب. وأمام التحرك السريع للبعوض في بعض المدن السعودية تحاول وزارة الصحة حالياً اللحاق بكل أنواعه بعد رصد تحركاتها ومناطق وجودها وانتشارها، في ظل ارتفاع عدد الحالات المسجلة في"الصحة"خلال الفترة الماضية بسبب هذه النوعية من نواقل المرض، الأمر الذي دعا إلى وضع موازنة مالية خاصة لمطاردة البعوض للقضاء عليه في المناطق السعودية كافة بدأت في منطقة جازان وعسير استعداداً للتحرك في كل المواقع خلال الأيام القليلة المقبلة. إلى ذلك لا تزال مساعي"الصحة"نشطة في الوقت الراهن بشأن ملاحقة البعوض في السعودية لمحاصرة مرض حمى الضنك والحصبة و"المتصدع"والبلهارسيا إضافة إلى الملاريا، خصوصاً في المدن الحدودية لمنع تسلل الأمراض إلى داخل البلاد من جانب الوافدين من طريق نقاط حدودية لفحص عينات الدم وتشخيصها وعلاجها. وقال محمد الفروي"يمني الجنسية"ل"الحياة"إنه قدم من القنفذة قبل عشرة أيام وشعر بإعياء شديد في ولدى دخوله إلى مستوصف خاص أشتبه بإصابته ب"الملاريا"وتم تحويله مباشرة إلى مستشفى الملك سعود لسوء حاله، مضيفاً أنه تم فحصه مخبرياً وإعطاؤه العلاج اللازم فأخذ يتحسن تدريجياً. من جهته، أشار يمني آخر أسمه صالح عبده الحداد إلى أنه زار منطقة جازان قبل أسبوعين وعندما عاد للمحافظة شعر بحمى شديدة، الأمر الذي دفعه للذهاب إلى أقرب مستوصف صحي لتشخيص حاله الصحي وتبين بعد الفحوصات الطبية أنه مصاب ب"الملاريا"، وتم علاجه. وأكد المصاب الثالث بمرض الملاريا علي ناصر وهو من الجنسية نفسها أيضاً، أنه زار منطقة جازان قبل أسبوع وعندما عاد للمحافظة أصيب بنوبات حمى شديدة وإعياء تام في أنحاء جسمه، ما دعاه للتوجه إلى أحد المستوصفات الخاصة التي أكدت إصابته بمرض الملاريا تجاوز المرض بعد إعطائه الدواء اللازم. من جهته، أكد أخصائي الأمراض المعدية والوبائية في مستشفى الملك سعود الدكتور محمد السيد ل"الحياة"أن الأشخاص المصابين ب"الملاريا"لم تحدث لهم الإصابة داخل المحافظة والملاحظ أن هؤلاء المصابين سواء سعوديين أو مقيمين هم"زائرون"للمحافظة وانتقل المرض معهم، وذلك بالعودة إلى تاريخ المرض للشخص المصاب. وأوضح في حديثه أن المحافظة خالية تماماً من البعوض الناقل ل"الملاريا"التي تنتقل من طريق بعوضة أنثى"الأنوفيليس"، وتأتي أهم أعراضها بارتفاع شديد في درجة الحرارة، إضافة إلى حدوث نوبات للشخص المصاب بين القشعريرة والتعرق وتتكرر هذه النوبات في نوبات عدة تختلف مدتها بحسب نوع الملاريا. وأشار السيد إلى أن للملاريا أربعة أنواع الأول يعرف بالخبيث وهو ما يسمى ب"فالسبارم"والنوع الثاني يدعى"ملاري"والثالث"فيفكس"والرابع"أوفالي"، وتصيب الملاريا الإنسان فتؤدي إلى مضاعفات خطرة مثل الملاريا التي تصيب المخ أو تؤدي إلى تكسير شديد في الدم. وقال:"إنه يتعين على المصاب بالملاريا، أو الذي يعاني من أعراضها التوجه مباشرة للعلاج من دون تأخير، ناصحاً في الوقت نفسه الزائرين للمناطق الموبوءة بالمرض بأخذ العلاج الوقائي من طريق المراكز الصحية المنتشرة في البلاد". ويصف اختصاصيون مرض الملاريا ب"الإلتهابي الخطير"يسببه طفيلي خاص يسمى"البلازموديوم"الذي يدخل إلى كريات الدم الحمراء فيخربها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات أهمها الحمى وفقر الدم وتضخم الطحال. وينتقل المرض عبر أكثر من طريقة أهمها البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار، وخصوصاً في المناطق المهملة التي تعاني من ضعف التصريف الصحي الجيد لمياه الأمطار والمجاري، وتختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي، ومتوسطها أسبوعان بعد هذه الفترة تبدأ أعراضها. وحاولت"الحياة"الحصول على تعليق من أكثر من مسؤول في وزارة الصحة حيال الوضع الراهن للأمراض المعدية والوبائية في السعودية، إلا أنهم اعتذروا عن التعليق حول ذلك في الوقت الراهن لانشغالهم بأعمال الوزارة من جهة وارتباطهم بعدد من الاجتماعات الرسمية من جهة أخرى.