تعقيباً على المنشور يوم 2-2-1428ه بعنوان:"الحناء تحمي الحمير من الحسد"وهو قول لأحد ملاك الحمير، أقول إن هذا القول ينافي التوكل على الله، كمال التوحيد، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، ففي الصحيحين عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم - في احد أسفاره - أرسل رسولاً بأن لا يبقي في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت"، إذ كان أهل الجاهلية يضعون القلائد ونحوها في رقاب الدواب، اعتقاداً منهم بأنها تدفع العين.وقال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلق تميمة فلا أتم الله له، والتمائم هي ما يوضع على الأولاد أو الدواب أو غيرها إتقاء العين، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال ما هذه؟ قال: من الواهنة ? أي يقصد أن يتقي بها مرض الواهنة، وهو داء يصيب العضد - فقال صلى الله عليه وسلم: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً". فهذه النصوص وغيرها توجب تعلق القلب بالله وحده في جلب النفع أو دفع الضرر وتبطل التعلق بغيره من الجمادات، والمخلوقات التي لا تملك نفعاً ولا ضراً، فهكذا المؤمن يتوكل على الله سبحانه في كل شؤونه، مع الأخذ بالأسباب الشرعية المباحة التي يقيه الله بها شر العين والحسد، فيلازم الأوراد والأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم وتلاوة القرآن، فهي من أعظم أسباب وقاية المرء من كل ما يسوؤه. والله الموفق علي أبا بطين - القصيم