تحفظت رئيسة اللجنة الثقافية النسائية في الحرس الوطني لمهرجان الجنادرية جواهر عبدالعال، خلال مؤتمر صحافي، عن الإفصاح عن الموازنة المخصصة للفعاليات الثقافية، داعية الإعلاميات إلى"التركيز على مضمون الأنشطة وتغطيتها"، معتبرة الموازنة"شأناً خاصاً داخلياً، ومعلومة لن تضيف للصحافيات شيئاً". وفور كشف محاور الأنشطة الثقافية الخاصة بالنساء في"الجنادرية 22"التي ركزت على الطفولة في المؤتمر الصحافي، أعلنت إعلاميات وأكاديميات صراحة احتجاجهن على اختيار الطفولة محوراً لندوة هذا العام، واتهمن أعضاء اللجنة التراثية بأن مواضيع الندوات التي يخترنها ذات طابع اجتماعي ولا تلامس روح الأنشطة الثقافية. وطالبت الكاتبة الصحافية عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتورة حسناء القنيعير، رئيسة اللجنة الثقافية النسائية في الحرس الوطني لمهرجان الجنادرية جواهر عبدالعال ب?"أن تترجل من رئاسة اللجنة الثقافية"، متسائلة:"أتوجه للمسؤولين في الجنادرية أما آن للجوهرة عبدالعال أن تترجل؟". وقالت القنيعير ل?"الحياة":"إن مضمون الأنشطة النسائية هذا العام سيئ ولا يعبر عن المثقفات ولا حتى عن المرأة البسيطة، لأن عالمها ليس محصوراً في الطفل وما يتصل به"، مبدية أسفها لعدم استفادة منظمي المهرجان من المثقفات والأكاديميات،"اللاتي يمكن أن ينهضن بمهرجان بهذا المستوى". وبينت أن مثقفات كويتيات سألنها عن سبب ضعف الندوة الثقافية النسائية، وعمّا إذا كان سبب ذلك عدم القناعة بقدرة المثقفة السعودية أم هو إقصاء لها من القائمين على الجنادرية؟"إلا أنني لم أجد رداً على سؤالهن". ولفتت إلى أن المثقفات والأكاديميات لا تتم دعوتهن للمهرجان، مشددة على ضرورة أن تكون الندوات الثقافية الخاصة بالنساء في الجنادرية متساوية مع نظيرتها الخاصة بالرجال لجهة المضمون والعمق. وأضافت القنيعير:"مللنا المواضيع المكررة ومنها تربية الطفل، فالمثقفة لها هموم ولديها تطلعات وعندها رؤى ينبغي الأخذ بها"، مطالبة ب?"لجنة مشورة تجمع الأطياف المختلفة في المجتمع، ولا تقتصر على فئة واحدة". من ناحيتها، ذكرت نائبة رئيسة اللجنة النسائية في النادي الأدبي الثقافي في جدة الإعلامية حليمة مظفر ل?"الحياة"، أن اللجنة النسائية الثقافية في مهرجان الجنادرية"تحتاج إلى تطوير أنشطتها الثقافية، لتشمل المسرح النسائي والمعارض التشكيلية والفوتوغرافية، بمشاركة المناطق السعودية كافة"، مشيرة إلى ضرورة أن تكون من ضمن الأنشطة أمسيات شعرية وقصصية بالفصحى، وعدم الاكتفاء بالشعر الشعبي، فضلاً عن تفعيل الندوات التي تلامس الحياة الأدبية التي تتقاطع مع المجتمع. وتساءلت مظفر مستغربة"لماذا تتجاهل اللجنة الرواية النسائية السعودية ولا تدعو المثقفات"مطالبة اللجنة بالابتعاد عن تكرار الأنشطة نفسها في كل دورة. وزادت:"لدينا فنانات تشكيليات وكاتبات وشاعرات وقاصات وروائيات وناقدات وأسماء عريقة لها مشاركاتها الدولية الثقافية، لم لا نراها في مهرجان الجنادرية؟"، ناصحة اللجان النسائية في الجنادرية بالاستفادة من تجارب نظيرتها الثقافية التابعة للأندية الأدبية. من جهتها، ردت جواهر عبدالعال في حديث إلى"الحياة"على طلب القنيعير منها الترجل بقولها:"إن الدكتورة حسناء لا تعلم أنني موظفة رسمية في الحرس الوطني، وأترأس اللجنة الثقافية النسائية منذ شاركت في تأسيسها عام 1415ه، وكنت قبل ذلك متطوعة لمدة ثمانية أعوام، وثقت خلالها العمل الثقافي النسائي بطلب من القائمين على المهرجان". وعن اتهام اللجنة بعدم توجيه دعوات إلى المثقفات، قالت رئيسة اللجنة الثقافية في الجنادرية:"الدعوة مفتوحة للجميع، وأتمنى من كل أكاديمية ومثقفة أن تلبي الدعوة"، لافتة إلى توصيات عدة رفعت للقائمين على المهرجان لاعتمادها، أبرزها طرح فكرة تكريم شخصية نسائية من الرائدات أسوة بالرجال. وعلَّقت عبدالعال على نفي نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان عبدالرحمن السبيت في تصريحات صحافية فكرة وجود تكريم شخصية نسائية، بقولها:"قد يكون الدكتور السبيت قصد في تصريحاته أننا لم نرفع إليه التوصية هذا العام"، موضحة أن اللجنة ترفع التوصيات إلى المدير العام للمهرجان سعود الرومي، وهو بدوره يوصلها إلى الرئيس التنفيذي للمهرجان، مؤكدة أن اللجنة التراثية ترفع كل عام طلباً لتكريم سيدة ترشحها لجنة المشورة. وحول غياب المسرح النسائي في الجنادرية قالت عبدالعال:"من المتعارف عليه عدم وجود مسرح نسائي في السعودية"، مؤكدة أن اللجنة الثقافية ليست لديها في الوقت الحاضر نية لتبني مسرح نسائي. وأوضحت أن الأنشطة الثقافية الخاصة بالنساء في مهرجان الجنادرية، تشتمل على معرض تشكيلي، إلى جانب إقامة أمسيات شعرية، فضلاً عن المحاضرات والندوات. لافتة إلى معرض تشكيلي في دورة هذا العام تشارك فيه تشكيليات من مناطق سعودية مختلفة"ونرحب بمن ترغب في المشاركة". وقالت رئيسة اللجنة الثقافية إن الموضوع العام للندوة الثقافية النسائية عن الطفولة،"ولن نقبل المشاركة بموضوع آخر"، مشددة على أن توجيهات إدارة المهرجان تقضي بتوجيه الدعوة إلى المثقفات الموجودات داخل الرياض،"ولم يسبق لنا أن دعونا أحداً من خارجها". وأضافت أن الدعوة توجه فقط إلى المشاركات بأوراق عمل، لافتة إلى أن الأيام الخاصة بالنشاط الثقافي زادت من يومين إلى ثلاثة. وقالت عبدالعال إن المواضيع المطروحة في ندوة هذا العام تشارك فيها شخصيات اجتماعية وثقافية وتربوية، لافتة إلى أوراق عمل ستقدم من كل من: مستشفى الملك خالد الجامعي، مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، جامعة الملك سعود. ورحبت رئيسة اللجنة الثقافية بأية اقتراحات وتوصيات تهدف إلى رفع مستوى الأنشطة الثقافية سواءً أكانت خاصة بالمسرح أم بالرواية أم بالفن التشكيلي، مؤكدة أن الاقتراحات التي ترد إلى اللجنة ترفع إلى إدارة المهرجان.