اختتم الباحث الموضوع بنقله عن الدكتور محمد صالح مصطفى الكردي أن:"اللغات آيات للخالق العظيم سبحانه، أنطق بها ألسنة المتكلمين وأنزل بها كتب المرسلين وجعلها أوعية للحكم والمعارف ووسائل للتفاهم والتعارف". ويتابع قائلاً: ونرى أن التمييز بين اللغات كالتمييز بين المتكلمين بها، كما نرى أن تفضيل لغة كتفضيل قوم على قوم كل ذلك لا يحل شرعاً ولا يصح عقلاً فهو لا يحل شرعاً لأن التفضيل حكم شرعي يجب أن يعتمد على دليل شرعي قطعي في كتاب الله عز وجل، أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسنا نعلم في حدود ما نعلم دليلاً شرعياً واحداً من كتاب أو سنة يقرر التمييز ويدعو إلى التفاضل". إلى أن يقول:"وكون القرآن عربياً لا يستدعي كون اللغة العربية هي الأفضل، بل يكون الأفضل هو القرآن لا غيره ومثله ان الرسول الكريم هو الأفضل وكونه عربياً لا يستدعي أفضلية العرب على العموم، بل يكون الأفضل هو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الخصوص. ويتابع:"وأما قولنا انه لا يصح عقلاً فلأن اللغة وعاء يمكن ملؤه بأي معنى والممدوح او المذموم هو المعنى وليس الوعاء. فلا تذم اللغة العربية نطقاً أو كتابة بسبب الشعر الجاهلي والفكر الوجودي والضلال والإلحاد والانحلال، وذلك كله باللغة العربية مقروء وبالحروف العربية مكتوب ومطبوع، فكذلك لا تمدح اللغة العربية نطقاً وكتابة بسبب تلاوة القرآن بلفظها او كتابة المصحف بحروفها، والله أعلم". انتهى كلام أستاذ التفسير وعلوم القرآن. ولولا خشية الإطالة لأوردت للقارئ الكريم الكثير عن الآثار والنتائج السلبية المترتبة على القول بالتفاضل على الفرد والجماعة. هذا والله من وراء القصد.