مصابي جلل... وهم في قلبي وكدر... ومصيبة أصابت حياتي بخلل... صرخة اطلقتها لفراقك يا أمي، ودموع وألم... يا الله. كم بكتكِ قلوبنا قبل مآقينا، نزفت دماؤنا قبل دموعنا... أماه، لو تعلمين كم لفراقك لمحزونون... صفع الحزن قلوبنا وتحولت حياتنا الى جحيم، حياتك يا أمي كانت بلسماً لجراحنا. الجلوس معك مداواة لقلوبنا. حديثك رحيق ندى مجالسنا. جمعتنا في ليلة وداع. وكان البحر يجمعنا ولحظات نشبع فيها كل اشتياق. رقصت قلوبنا فرحاً بوجودك وتمنينا لها الخلود، بالأمس اسكنت جسدك في حضني في لحظة وداع، لو كنت اعلم لأوغلتك في صدري، وشددت العناق، لذبت في حضنك، ولكسرت كل سكون في داخلي حتى الاضلاع. ماذا أقول عنك، فحديثي عنك لا ينتهي وستخور عنه الاسماع، وانجلى صبح قاتم داكن، يعتصر قلبي بين ثناياه، ليس قلبي هذا، بل احسست معه بحالة اغتراب، فكل ما فيه تحطم، حتى نبضاته غيرها الحزن فأصبحت تئن لفراقك يا أغلى ما في الحياة. واريت جسدك التراب بين القبور والقفور بيداي، ليضمك اللحد وحدك في مدينة الرسول"صلى الله عليه وسلم"، وانت التي لا ترتضي لي لحظة فراق. الله يا أمي لست انا عليك بقاسٍ، فقلبي مفطور برحيلك ومكلوم ولكنها إرادة الخالق. يا رب إنها الآن في ظلمة القبر، فنوّر قبرها واجعله روضة من رياض الجنة، فعبدتك يا إلهي كانت تقوم الليل حتى ينعس جفنيها فتكابر حتى تنام بين صفحات كتابك الكريم، كانت تصلي، وكانت آخر اعمالها صلاة الفجر، فماتت بين يديك فارحمها وأسكنها جنة الفردوس... طلبت الماء وهي في سكرات الموت فاسقيها من حوض نبيك يا رحمن يا رحيم... اللهم الهمنا الصبر والسلوان... و"إنا لله وإنا إليه راجعون". نبيل خليل الكويتي - جدة [email protected]