انتقد عدد من المخترعين في حائل الإجراءات البيروقراطية التي تُفرض عليهم للحصول على براءة الاختراع. ورأوا أن تأخر إصدار براءة الاختراع يؤثر سلباً في المخترع ويسلبه حقوقه الفكرية ويحبط عزيمته. كما طالبوا بإيجاد مؤسسات حكومية تدعم اختراعاتهم وتسهم في تجسيدها على أرض الواقع. وكانت هذه الانتقادات وُجهت خلال ندوة أقامتها الهيئة السعودية للمهندسين في حائل أول من أمس في قاعة المحاضرات في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الرياضية بعنوان:"براءات الاختراع: ماهيتها وإجراءات الحصول عليها"، ألقاها مدير إدارة الفحص - الإدارة العامة للملكية الصناعية الإدارة العامة لبراءة الاختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المهندس عبدالله بن محمد الزامل. وتطرق الزامل خلال الندوة إلى محاور عدة أبرزها: مفهوم براءة الاختراع ووظيفته، نوع الحماية التي توفرها براءة الاختراع، مدة الحماية، من يمنح براءة الاختراع، موضوع الاختراع شروط منح براءة الاختراع، تعريف الجدة، تعريف الخطوة الابتكارية، محتويات ملف طلب براءة اختراع، مواقع مهمة على الانترنت. وفي مداخلات للمخترعين والأكاديميين العاملين في الكليات والمهندسين في المنطقة، اتهم فهد الكويليت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتجاهل اختراعاته، وخلْق العقبات والحواجز البيروقراطية التي تحد وتعوق الفكر، إضافة إلى الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها حتى حصل على براءة الاختراع. وأضاف:"انتظرت 10 أعوام من أجل الحصول على براءة الاختراع، وبعد هذه المدة طالبني المسؤولون بتسديد الرسوم المترتبة على اختراعي، وأخبروني أن الرسوم لم تصل". وتابع:"بعد هذا الرد المخيب للآمال من مؤسسة علمية بدأت رحلة جديدة لإثبات الرسوم التي دفعتها، ثم أخبروني بشطب اختراعي". وعن اختراعه طائرة الهيلكوبتر أوضح أنه"لم يكن الوضع أفضل بخصوص طائرة اخترعتها وأعيدت الإجراءات ذاتها، وبعد عشرة أعوام خاطبوني بأن أشخاصاً تقدموا بالاختراع". وأضاف:"حصلت على عدد من براءة الاختراع من الولاياتالمتحدة الأميركية، ولم أجد صعوبة في ذلك، فلماذا يقتلوننا في أرضنا؟". وطالب الكويليت المسؤولين بإنصافه ودعمه، مؤكدا أن هذه الوضع كفيل بدفن المواهب الموجودة، مشيراً إلى أنه يحتفظ بعدد كبير من الاختراعات منها: جهاز إطفاء حرائق الغابات، جهاز للسلامة والراحة النفسية والجسمية، جهاز تطوير سلم الدفاع المدني، جهاز الحصادة، جهاز التنفس تحت الماء، جهاز الإنقاذ من الآبار. المخترع سالم الشومر لم يختلف وضعه عن الكويليت وأكد أن لديه الكثير من الاختراعات، ولكن التهميش وعدم المبالاة من الجهات المسؤولة كان له أثر سلبي في إبداعاته، إضافة إلى طول الفترة التي يقضيها المخترع للحصول على براءة الاختراع، وعدم وجود الدعم المادي لاستثمار الاختراع وتسويقه.