الحكام يخطئون، هذا أمر صحيح لأنهم بشر، لكنهم يتعمدون الخطأ فهذا أمر يحتاج إلى إثبات، ونهاية الأسبوع الماضي من الجولة الماضية من الدوري، سمعنا الكثير من الاتهامات التي صُبت على رأس بعض الحكام ولم يسلم منها إلا القليل جداً، وإن كنا نشكك أن مَنْ سلم اليوم، فإنه حتماً سيأتي الدور عليه غداً، ليس هناك حكم خارج مقصلة التصريحات على الإطلاق، فوصلنا إلى مرحلة تحتاج إلى إعادة تفكير وتثمين، فما حدث لم يكن عملية منظمة حتى نبرئ الحكام من مقاصد البعض، فالكل في الهواء سواء، علينا ألا نجعل الحكام في برج عاجي، ونقول انهم بشر وما اخترعناه من معسول الكلام لكي ندافع عنهم. أعود لأكرر ان الحكام بشر يخطئون. هذا كلام مفهوم ومسلّم به إلى درجة كبيرة، لكن ان يخرج علينا العديد من الإداريين ليؤكدوا انهم تعرضوا الى مزاجية بعض الحكام من خلال تكرار تلك الاخطاء فهو ما يجب التوقف عنده، والموضوع تجاوز مسألة تعليق الإداريين للأخطاء التي تقع فرقهم فيها على شماعة التحكيم، رأينا إداريين يتحسّرون على ما اصابهم من مرارة التحكيم، وشاهد مع الجميع اخطاء لا يمكن ان تُغتفر صدرت من الحكام، ثم نعود لنراهم في مباريات أكثر أهمية، وهو تأكيد ان الحكم في نظر المسؤولين عنه لم يخطئ، لأن من يخطئ يجب ان يتوقف من اجل إعادة حساباته من جديد. لكننا في الوقت نفسه لا يمكن ان نبرر ما قد يطاول الحكم من اتهامات غير مثبتة فمن يقول ان الحكم فعل كذا بأمر فلان أو علان؟ هي نقطة الخلاف التي يجب تأكيدها بدليل قاطع ولا يجوز ان نطلق الاحكام جزافاً. المهم ان القضية شائكة وصعبة لا يمكن الفصل فيها إلا من خلال العديد من الأدلة ويكاد بعض التهم تكون واضحة لدينا، سواء ضد الحكام ام معهم ما قد يدينهم من خلال ارتكاب الأخطاء في المباريات، لكننا لم نعالجها بالصورة الصحيحة. ولعله من المناسب هنا ألا تكون اللجنة الرئيسية للحكام التي تجد كل الدعم لتسير بالصورة الأفضل بمعزل عن الآخرين لا بد من أن تكون قريبة من محيطها وتفسر بعض الاجراءات التي تتخذها ولا تلقى الصدى المقبول من الشارع الرياضي، فما المانع من قيام اللجنة بعقد مؤتمرات صحافية توضح موقفها من الاتهامات التي توجه إلى الحكام وتعرض الحالات التحكيمية بكل صدق وأمانة على الناس وتكشف ما قد يطاول الحكام من عقوبات وان فعلت اللجنة فإنها ستفك الكثير من الاحتقان الذي يطاول الشارع الرياضي. [email protected]