احتدمت المنافسة بين الشركات العاملة في مجال الترفيه الإلكتروني في السعودية للاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الترفيه الإلكترونية السعودية، التي تستنزف من"جيوب"السعوديين 5 في المئة، وتسعى تلك الشركات إلى تقديم كل ما هو جديد من هذه الألعاب الترفيهية المعتمدة على التقنية وخفض أسعار الأجهزة المستخدمة. ويقول المواطن محمد الفيزي، إن أطفاله يقتنون كل جديد من الألعاب الإلكترونية ومن الأسطوانات الحديثة خصوصاً، وهو ما يستهلك نحو 500 ريال شهرياً من دخله المقدَّر ب10 آلاف ريال، إذ يحرصون على اقتناء النسخ الأصلية من الأقراص والتي قد يتراوح سعر الواحد منه بين 80 و150 ريالاً، ناهيك عن الألعاب الترفيهية المتنقلة التي يبلغ سعر بطاقة التخزين الذاكرة 150 ريالاً. أما المواطن سعد الشعيبي فيشكو من ارتفاع أسعار الترفية الإلكتروني، ويقول إن ارتفاع أسعار أقراص الألعاب النظامية هو السبب الرئيسي في الاستهلاك الكبير لدخل الأسر، فأطفالي يقتنون في كل زيارة خارجية إحدى أسطوانات الألعاب، إضافة إلى التجهيزات الكمالية للأجهزة كلاصق الزينة أو المجلات الحديثة التي تشرح مراحل الألعاب، التي في الغالب تكون حصرية لوكيل هو الذي يحدد السعر الذي يكون مرتفعاً لاحتكاره العمل في هذا المجال. من جهته، قال مدير مبيعات إحدى المؤسسات التي تدير عدداً كبيراً من معارض بيع أدوات الترفيه، إن زبائن المعارض مستمرين في كل وقت، خصوصاً مع نهاية الشهر، وقد تصل مبيعات كل معرض قرابة 70 ألف ريال، فيما يرتفع مع مواسم العيد ونهاية العام الدراسي بنسبة تصل إلى 80 في المئة. وأوضح المدير الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، أن الأقراص المنسوخة هي أهم أسباب خسارة المعارض المهتمة بحقوق الملكية الفكرية وحفظها، فالأقراص الأصلية تباع بمبالغ عالية، إذ يتجاوز سعرها عشرة أضعاف الأسطوانات المنسوخة التي لا تحتاج سوى جهاز حاسب آلي يحوي برنامج فتح الحماية و"سي دي"قد لا يتجاوز سعره نصف ريال ويفقد منتجو القرص ملايين الريالات. أما المواطن أبو خالد فيقول إن سعر أقراص الألعاب الإلكترونية مرتفع الكلفة ويرهق موازنتي الأسرية كثيراً فراتبي التقاعدي يبلغ نحو 3500 ريال، وأطفالي كثيراً ما يطلبون هذه الألعاب مرتفعة السعر، فهي تباع على أقل تقدير ب50 ريالاً، ولا أرغب في شراء أسطوانات مقرصنة مسلوبة الحقوق، فهذا شيء لا يرضي ضميري، وتبلغ المشتريات الترفيهية الإلكترونية لأطفالي أكثر من 200 ريال شهرياً على الأقل. ويضيف، أتمنى أن يكون هناك بديل وطني محلي الصنع يكون منافساً ويحوي تقنيات عالية حتى يتسنى لجميع الأطفال الاستمتاع بطفولتهم، وأن يكون هناك كذلك خفض في الأسعار مع حفظ حقوق الملكية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأطفال يقومون بالاشتراك في معرض بيع أسطوانات الترفيه وممارسة اللعب هناك بمبلغ زهيد، بسبب عدم وجود أجهزة ترفيهية في منازلهم جراء ارتفاع أسعارها. من جهته، أشار رئيس قسم نظم المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور فهد بن تركي بن محيا، في ورقة عمل لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني، إلى أن خسارة شركات التأمين تقدر بنحو 900 مليون دولار جرَّاء قرصنة المعلومات 3.37 بليون ريال. ولفت إلى أن كلفة جرائم السرقات الإلكترونية في بريطانيا تبلغ 2.45 بليون جنيه إسترليني، وفي أميركا بلغت خسائر كروت الائتمان خلال العام الحالي 1.9 بليون دولار. يذكر أن هناك منافسة قوية من شركة سوني ممثلة بالجهاز الحديث"بلاي ستيشن3"، وبين شركة مايكروسوفت بإصدارها جهاز x box لكسب أكثر عدد من مقتني الأجهزة التي تنعكس بدورها على ارتفاع مبيعات قطع الغيار وأسطوانات الألعاب، فهناك تنافس حاد لتقديم أقل الأسعار وأفضل التقنيات، ما حدا بشركة سوني في السعودية إلى إصدار الجهاز بسعر 1799 ريالاً مشتملاً على اسطوانة ألعاب، في مقابل سعر كان يبلغ 4 آلاف ريال.