لم يفاجأ أحمد السرحاني الذي يدرّس طلاب الصف الأول الابتدائي في إحدى مدارس مدينة سكاكا، حين شاهد أكثر من نصف مقاعد الفصل خالياً من الطلاب في أول يوم دراسي بعد إجازة عيد الأضحى المبارك. فبعد موجة البرد القارص التي اجتاحت المناطق الشمالية خلال الإجازة والتي وصلت درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، اضطر بعض الأهالي إلى تغييب أبنائهم خوفاً عليهم من البرد، ولذلك عمد السرحاني إلى تكثيف الدروس قبل الإجازة تحسباً لهذه الفترة التي يكثر فيها غياب الطلاب وتأخرهم. الآباء الذين تحدثوا إلى"الحياة"، طالبوا وزارة التربية والتعليم بإلغاء الطابور الصباحي، وتأخير الدراسة في مدارس المناطق الشمالية خلال فترة اشتداد البرد والتي يتوقع استمرارها إلى نهاية الشهر المقبل. ولفت سعد العنزي إلى أنه لم يرسل ابنه الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي إلى المدرسة، حتى يعرف الإجراءات التي اتخذتها المدرسة لحماية الأطفال من البرد القارص، مثل توفير وسائل التدفئة في الفصول الدراسية، مستغرباً من الوسائل التي تلجأ إليها المدرسة لإجبار طلابها على الدوام خلال البرد، مثل تهديدهم بالخصم من درجاتهم. وقال عبدالعزيز الرويلي:"ليس من المعقول أن يصطف أبناؤنا في وقت مبكر من الصباح في هذا الجو البارد"، وتحدث عن معاناته مع البرد عندما كان طالباً:"كنا نضطر إلى تحمل درجات الحرارة المتدنية أثناء الطابور الصباحي، بينما كان المعلمون وأبناؤهم ينعمون بالدفء داخل غرفة المعلمين". من جهته، أكد مدير مدرسة إحدى المدارس في مدينة سكاكا فضل عدم الكشف عن اسمه ل"الحياة"، ازدياد غياب الطلاب في موسم الشتاء"بسبب أمراض البرد الموسمية، أو خشية من بعض أولياء الأمور على أبنائهم من البرد"، مشدداً على أن غالبية المدارس في المنطقة تتوافر فيها صالات داخلية كبيرة ودافئة من أجل الطابور الصباحي. ولفت إلى أن غالبية المدارس تتساهل مع تأخر الطلاب وغيابهم في موسم الشتاء.