تُعقد في المحكمة العامة في نجران اليوم جلسة لإثبات نسب طفلي"نجران"السعودي والتركي إلى عائلتيهما الحقيقيتين. وبدأت قضية طفلي نجران قبل نحو أربعة أعوام، بعدما أنجبتهما والدتاهما في مستشفى الولادة في نجران في وقت متقارب، وتم تسليم الطفل التركي إلى العائلة السعودية والسعودي إلى الأسرة التركية. وتم اكتشاف الخطأ بعدما أجرى يوسف جوجه والد الطفل التركي تحاليل الحمض النووي للطفل السعودي، وأوضحت أنه ليس ابنه، ما دفعه إلى التقدم بشكوى إلى إمارة منطقة نجران، التي شكلت لجنة حققت في القضية، واكتشفت أن طفله الحقيقي تم تسليمه بالخطأ إلى عائلة سعودية، فيما تم تسليم ابن هذه الأخيرة إلى زوجته. وشغلت القضية التي أدت إلى تدهور الوضع النفسي لأفراد عائلتي الطفلين، الرأي العام في السعودية خلال الشهرين الماضيين، وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، سواء في العالم العربي أو تركيا. على جانب آخر، اجتمع الأب التركي جوجه مع الوالد السعودي محمد آل نجم في منزل الثاني في نجران للمرة الأولى في حضور الطفلين يعقوب وعلي، في خطوة تأتي في إطار البرنامج التأهيلي الذي تنفذه وزارة الصحة لعائلتي الطفلين لتجاوز الأزمة التي تمرّان بها. وحضرت"الحياة"اللقاء الأول الذي جمع الطفلين، اللذين راح كل منها يلعب مع الآخر، وشاهدا والديهما الحقيقيين للمرة الأولى. وقال آل منجم ل"الحياة"أمس، إن الوضع النفسي لزوجته في الأيام الأخيرة شهد تدهوراً كبيراً إذ تقضي غالبية وقتها في البكاء، مبدياً خشيته على صحتها خصوصاً أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل. ورأى أن مدة إيجار المنزل الذي وفرته وزارة الصحة لاجتماع العائلتين البالغة ستة شهور قصيرة، نظراً إلى أن عملية التأهيل تحتاج إلى فترة أطول خصوصاً أن كلاً من الطفلين يتحدث لغة مختلفة ويحتاج كل منهما تعلم لغة عائلته الأصلية. وطالب"الصحة"بسرعة توفير مربيتين عربية وتركية للطفلين لتسهما في عملية التأهيل. ولم تنتقل العائلتان حتى أمس إلى المنزل الذي وفرته"الصحة"لهما. على جانب آخر، زار حسن طونش وهو مسؤول في السفارة التركية في الرياض، العائلة التركية في منزلها في نجران. وقال طونش ل"الحياة"، إنه يستهدف من الزيارة التعرف على العائلة التركية والوقوف معها معنوياً. وأضاف:"نرغب في أن يكون هناك تواصل مستمر بين الأسرتين السعودية والتركية لتكونا عائلة واحدة، وأن يتم تأهيل الطفلين بشكل مناسب".