مع انطلاق الساعات الأولى لعيد الأضحى لجأ السعوديون إلى حلق رؤوسهم، وتقليم أظافرهم، بعدما فرغوا من نحر"أضاحيهم"، بعد أن أمسكوا عن ذلك ملزمين شرعاً، لمدة تصل إلى عشرة أيام. ويحرص غالبية السعوديين على إطلاق شعورهم، ولحاهم، وأظافرهم، مع مطلع شهر ذي الحجة من كل عام، تمهيداً لنحر"أضاحيهم"تقرباً إلى الله تعالى، واقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تشدد على من عزم على"الأضحية"بأن يمسك عن شعره وأظافره وبشرته قبل دخول العشر من ذي الحجة، أو حين عزمه ولو بعد دخولها. وتعرف الأضحية على أنها:"ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل، وهي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، وإجماع المسلمين". ووفقاً لإحصاءات غير رسمية، فإن السعودية تسجل خلال العيد وفي مختلف المدن نحر أكثر من 11 مليون رأس، تشكل الأغنام النسبة الأكبر منها، وتقدر قيمتها الإجمالية بنحو ثمانية بلايين ريال، منها نحو مليوني أضحية ينحرها حجاج بيت الله في المشاعر. وأمام تلك الإحصاءات، تحرك المستوردون خلال الفترة الماضية بشكل جدي لسد حاجة السوق من الأضاحي من دول عدة، مثل: استراليا، أميركا، والصومال، خصوصاً وأن هذه الفترة تسجل ارتفاعاً في معدلات الطلب على الأغنام. وعلى الطرف الآخر، أنهت الجهات الحكومية تجهيز المسالخ، مع مراقبة ومتابعة المسالخ الخاصة، وذلك للتأكد من توافر اشتراطات السلامة، وتوفير أطباء بيطريين للكشف على الأغنام قبل ذبحها للتأكد من خلوها من الأمراض والأوبئة. وللأضحية شروط يجب الالتزام بها تتخلص في:"أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها وماعزها، أن تبلغ السن المحددة شرعاً أن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره، وأن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، وأن تكون ملكاً للمضحي، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك، فلا تصح التضحية بما لا يملكه، كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه، إضافة إلى أنه لا يتعلق بها حق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون، وأن يضحى بها في الوقت المحدود شرعاً، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو يوم 13 من ذي الحجة. وبحسب الشريعة الإسلامية، فإنه يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي للأقارب والجيران، ويتصدق منها على الفقراء والمساكين، وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً: فيجعل ثلثاً لنفسه، وثلثاً هدية للأقارب، وثلثاً صدقة للفقراء.