أوضح مدير مركز عمليات الدفاع المدني في الحج العميد محمد بن عبدالله القرني، أن مهمات المركز تشتمل على تلقي البلاغات كافة عن الحوادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وإيصال المعلومات إلى قادة المواقع في الحج، وتوثيق تلك المعلومات وتسجيلها، وإدارة وتحريك وحدات الدفاع المدني في مناطق المشاعر المقدسة كافة أثناء الحوادث، ومتابعة تحرك الفرق حتى انتهاء الحدث، مع توفير الدعم والإسناد لها. وحول الاستفادة من الأبراج وكاميرات المراقبة المنتشرة في أرجاء المشاعر، قال العميد القرني:"إن كاميرات المراقبة تقوم بدور كبير في إعطاء صورة واضحة ودقيقة عن كل جزء من المشاعر المقدسة، ونقله إلى مركز العمليات، كما أن أبراج المراقبة إضافة لدورها في الإبلاغ عن أي طارئ، فإنها تسهم بدور مهم في متابعة تحرك وحدات الدفاع المدني أثناء الحدث، ومراقبة تمركزها بشكل صحيح، وتحديد المناطق المكشوفة، وكيفية دعمها بفرق إضافية". وفي ما يتعلق بالتقنيات الحديثة المستخدمة أو الأجهزة المتقدمة التي يستفيد منها مركز العمليات في حج هذا العام، أكد مدير المركز أن جميع الأجهزة المستخدمة في مركز العمليات ذات تقنية عالية ومتطورة، وقال:"هذا العام تم تزويد المركز بنظام المعلومات الجغرافية GIS، الذي يقدم معلومات دقيقة عن منطقة المشاعر، ويساعد في إدارة الحالات الطارئة بشكل أفضل، كما يسهم النظام في تحديد المواقع المحتمل تعرضها للمخاطر وطريقة معالجتها". وعن كيفية مراقبة السدود الثلاثة التي نفذت العام الحالي لتصريف الأمطار والسيول في منطقة منى، وكيفية تجنب أخطارها، أوضح أن إدارة الحماية المدنية في الحج تقوم بدور متكامل من خلال الاختصاصيين لديها في دراسة أية أخطار يمكن أن تنتج من هذا التغيير في منطقة المشاعر. وأضاف أن فريقاً من الاختصاصيين في علم الجيولوجيا، من ضباط الدفاع المدني، يتولون المراقبة المستمرة لأية أخطار قد تحدث في هذه السدود، وتم تجهيز خطط الطوارئ اللازمة لمواجهة أي خطر محتمل، مع إعداد خطة متكاملة لمواجهة مخاطر السيول والأمطار، تحوي آلية المواجهة، وكذلك متابعة المتغيرات في أعمال الحج، ومنها تلك السدود. وأشار العميد القرني إلى أن مراقبة تجمعات الحجاج وتحركاتهم تتم من طريق كاميرات وأبراج المراقبة والدوريات الموزعة على جميع مناطق المشاعر، كما أن خطط تفويج الحجيج الصادرة من وزارة الحج تخضع للدراسة والتحليل مسبقاً، واستنتاج المناطق التي يتوقع أن تشهد كثافة بشرية غير عادية. وأضاف أنه بالنسبة لوحدات الدفاع المدني، فقد تم تحديد مواقعها وحدود تغطيتها بحيث لا تتأثر بتحركات الحجاج، كما أن خطط الإسناد توفر البديل للوحدات المتحركة، في حال وجود تجمع للحجاج يعيق تحرك وحدات الدفاع المدني. وعما إذا تم ربط عمائر سكن الحجاج الجديدة في مشعر منى، والمجاورة لجسر الجمرات، مع المركز بأنظمة سلامة، لمتابعة حدوث أي طارئ في اللحظة الأولى، أكد أن وحدات السلامة في منطقة منى تتولى متابعة توافر اشتراطات السلامة في المباني الجديدة، إضافة إلى توافر أنظمة تحكم مركزية للإنذار بهذه المباني. وشدد العميد القرني على أن الدفاع المدني يملك الإمكانات الضرورية من آليات مجهزة لمواجهة الحوادث في مثل هذا النوع من المباني، وتحتوي هذه الآليات على تجهيزات كافية لمواجهة أي خطر محتمل يصيب هذه المباني، إضافة إلى إعداد خطط الإخلاء ومواجهة أي حال طارئة فيها، وقد تم عمل تجارب فرضية لمواجهتها. أما بالنسبة لإمكان الاستفادة من التقنيات الحديثة الموجودة في جسر الجمرات من كاميرات ومايكروفونات لتوعية الحجاج، والإبلاغ عن أي حدث على الجسر، فلفت إلى أن مركز عمليات الدفاع المدني يرتبط بغرفة تحكم ومراقبة ثابتة في جسر الجمرات، مزودة بعدد كبير جداً من كاميرات المراقبة لنقل الموقف إلى مركز العمليات أولاً بأول، فيما يتم استخدام المايكروفونات من قبل جهات أخرى لتوجيه الحجاج، ويتم إعداد الرسائل التوعوية من قبل جهات عدة، ومنها الدفاع المدني، ويتم بثها بما يتناسب والموقف. وفي ما يتعلق بتعامل المركز مع احتمال حدوث تلوث في الأنفاق أو تسمم في المخيمات بين الحجاج، قال العميد القرني:"يتم الإبلاغ عن أي طارئ من طريق فرق الرصد الموزعة على الأنفاق، والتي تقوم بقراءة على مدار الساعة، وخصوصاً في أوقات الذروة، وفي حال رصد غازات سامة يتم تطبيق خطة تفويج لتلك الأنفاق، والحد من كثافة السيارات فيها حتى خفض نسبة الكربون داخلها، كما يتم تطبيق خطة تطهير من قبل الحماية المدنية في المشاعر المقدسة، وتطبيق خطة الإخلاء الطبي إذا تطلب الأمر ذلك". وأكد أن مركز عمليات الطوارئ يتولى التنسيق بين الدفاع المدني والأجهزة الحكومية، للقيام بالأعمال المطلوبة لتنفيذ الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ، ويمثل كل جهة أو مصلحة حكومية ورد ذكرها في الخطة، مندوبون يتواجدون في مركز عمليات التنسيق بقيادة الدفاع المدني بالحج، ويملك هؤلاء المندوبون القدرة والصلاحية التي تؤهلهم للتصرف في حالات الطوارئ، بما يسهم في أداء الأدوار المناطة بتلك الجهات. وعن لوحات الدفاع المدني الإلكترونية الموجودة في منطقة منى، وهل يتم التحكم في تنسيقها من قبل المركز، وكيفية الاستفادة منها، أشار إلى أن تنفيذ هذه اللوحات يأتي ضمن أعمال اللجنة الإعلامية المركزية للحج، وهدفها الأساس نشر مفاهيم السلامة والتثقيف والتوعية الوقائية بين الحجاج، بما يجعل الحاج مطلعاً على المخاطر المحتمل مواجهتها، وكيفية التعامل معها في حال وقوعها، وتم توزيع هذه اللوحات بناء على طريقة علمية تتناسب وأهمية توعية الحاج من الخطر والوقاية منه.