أثار طرح أحد أعضاء ملتقى الطلبة السعوديين في الولاياتالمتحدة قضية لجوء بعض الطلبة السعوديين المبتعثين إلى مكاتب الإعانة الأميركية للاستفادة من خدمات مجانية تقدم لذوي الدخل المحدود، ردود فعل اختلفت بين مؤيدين ومعارضين في صفوف الطلبة المبتعثين. وفي الوقت الذي رحّب بعضهم بالأمر، مطالباً بتزويده بعناوين تلك المكاتب للاستفادة بدوره من خدماتها، خصوصاً في ما يتعلق بتوفير الحضانة لأطفالهم، وتخفيضات في إيجارات المنازل، إلا أن غالبية الطلبة السعوديين انتقدوا الأمر بشدة، معتبرين أنه إساءة لبلادهم قبل أن يكون إساءة لأشخاصهم. وقال الأكاديمي نزيه العثماني الذي قام بطرح الموضوع في ملتقى الطلبة السعوديين في أميركا ل"الحياة":"كما ذكرت في الملتقى يوجد في الولاياتالمتحدة الكثير من الخدمات العامة التي تقدم لذوي الدخل المحدود، وغالباً ما يصنف معدل مرتبات الطلبة السعوديين ضمن مرتبات ذوي الدخل المحدود، وهو ما يتيح للطلبة السعوديين الاستفادة من تلك الخدمات، ولا أعتقد أن الاستعانة بخدمات تلك المكاتب يقلل من شأن المستفيدين منها". وعن أنواع المساعدات التي تقدمها مكاتب الإعانة الأميركية لذوي الدخل المحدود، التي يمكن للطلبة السعوديين الاستفادة منها، ذكر العثماني أن هناك برامج عدة ومتنوعة، من بينها:"برنامج مكتب خدمات التغذية التابع لوزارة الزراعة، الذي يهدف إلى توفير المواد الغذائية الصحية مجاناً للأطفال والرضع والأمهات من ذوي الدخل المحدود، برنامج آخر يتبع وزارة الصحة الأميركية ويهدف إلى تأهيل الأطفال من ذوي الدخل المحدود للدراسة في المدارس العامة ويشمل حضانة للأطفال، إضافة إلى برنامج يوفره مكتب الإسكان التابع للحكومة الأميركية، ويمنح تخفيضات في الإيجار في مناطق محددة في كل مدينة لذوي الدخل المحدود". وأضاف:"أعتقد أن أكثر الخدمات التي تجذب الطلبة المبتعثين هي خدمات طب الأسنان التي تقدم مجاناً للأطفال، تليها مساعدتهم في الحصول على سكن بإيجار مخفض". في المقابل، حذّر عضو الملتقى عبدالرحمن شاكر من التسرع في طلب الاستفادة من تلك البرامج قبل التأكد من شمول الطلبة السعودية ببنودها، مذكراً بحادثة تعرض لها، وقال في تعقيبه على طرح العثماني:"توجهت ذات يوم إلى مكتب الإعانة التابع لمنطقتي للاشتراك والحصول على معونة منهم بحكم أن لدي أربعة أطفال، وتم قبولي في البرنامج مباشرة بحكم أن"دخلي محدود"، وبسبب الازدحام الشديد الذي تعرفه مكاتب الإعانة الأميركية، تم تحديد موعد زيارة المشرف الاجتماعي لدرس حالتي بعد 13 شهراً". وأضاف شاكر الذي كان يستفيد من خدمات المكتب قبل زيارة المشرف إلى منزله:"بعد 13 شهراً حضر المشرف الاجتماعي إلى منزلي، وبعد درس وضعي، قرر مخالفتي لنظام الهجرة الأميركية التي نصت على"ألا يسمح لأي طالب بدخول أرض الولاياتالمتحدة الأميركية، إلا بعد حصوله على تمويل مالي كاف يغنيه عن أية معونة فيديرالية، ولحسن الحظ اكتفوا بإعطائي إنذاراً فقط، من دون إعلام دائرة الهجرة الأميركية، باعتباره خطأ مبني على جهل الطالب وليس متعمداً". من جهته، أكد المشرف العام على الابتعاث في وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله الموسى في حديث ل"الحياة"عدم تلقي وزارته ما يفيد عن لجوء مبتعثين سعوديين إلى مكاتب الإعانة الأميركية، مستبعداً حدوث ذلك في الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص،"لا سيما أن الدولار يحتفظ بقيمته هناك بعكس، المبتعثين إلى أوروبا أو اليابان على سبيل المثال". وأوضح الموسى أن المكافأة الشهرية تعتبر كافية، إلا أن بعض الطلاب"يصر على أن يعيش في شقة كاملة وحده وهذا بالطبع لن تكفيه المكافأة"، ناصحاً المبتعثين بالتكيف مع ظروف الاغتراب من أجل الدراسة وطلب العلم. وأشار إلى أن الوزارة تصرف لأفراد عائلة المبتعث مكافآت مساوية لما يحصل عليه المبتعث، فضلاً عن تطبيق التأمين الطبي الذي خفف من تكاليف المعيشة على المبتعثين.