يبدو أن خصوصية المجتمع السعودي انتقلت معهم إلى أماكن الترفيه والمطاعم والمنشأة، فأصبحت الحدائق المكشوفة متنفساً للمقيمين والأجانب فقط. ويرى الباحث الاجتماعي عبدالله المناور أن ثقافة الترفيه معدومة، وهي السبب وراء هذا التأزم، ويقول:"هناك سؤال يطرح في معظم المجتمعات وهو أين تقضي إجازة نهاية الأسبوع؟ هذا السؤال لم يطرح في مجتمعنا حتى الآن، والترفيه جزء من الثقافة، بل إنها دائمة التركيز على أن اللهو ضد المروءة والرجولة، وبالتالي لا يوجد ثقافة للترفيه، وهذا يجعل الثقافة لا تزال بالعيب والتشدد"وأضاف:"لا بد من زيادة الوعي بثقافة الترفيه للجمهور من خلال دور السينما والمسرح، ما يضيف رصيداً توعوياً وثقافياً ومتعة لزوار نهاية إجازة الأسبوع". ويطالب سكرتير النادي الأدبي بحائل، مشعل العرفج، بإقامة فعاليات وأماكن تناسب طبيعة أهالي منطقة حائل، وتتفق مع عاداتهم وتقاليدهم، ويقول:"الحدائق المكشوفة هي متنفس للمقيمين من غير السعوديين، ولكن لا تصلح غالباً لأهالي المنطقة، وهناك تجارب عدة في مناطق المملكة أقيمت فيها مطاعم فاخرة تطل على مسابح للأطفال على شكل شاليهات". وأضاف:"غياب مسرح الطفل ودور السينما، التي يعتقد أهميتها جعل الأهالي يقضون أوقات فراغهم في الاستراحات الشبيهة بالمنازل". من جانبه، يرى ماجد الشمري أن النفود المحاذية لمدينة حائل، تعتبر متنفساً له ولعائلته في إجازة نهاية الأسبوع. ويقول:"مع نهاية دوام كل يوم أربعاء نبدأ بترتيب رحلة قصيرة إلى النفود لنبتعد عن ضوضاء وإزعاج المدينة"ويضيف:"أن المتعارف عليه عند غالب أهالي حائل هو أن الرجال وحدهم يقضون الإجازات مع أصدقائهم في المتنزهات البرية خارج المدينة، فيما يظل الأطفال والنساء حبيسي البيوت. ويطالب أمانة حائل بتأهيل حدائق الأحياء السكنية المهملة لتصبح متنفساً للأحياء السكنية". ويؤكد فهد الحمود أن وجود سوق مركزية واحد فقط توجد فيه مطاعم الوجبات السريعة للعائلات، سبب تزاحم وإرباك يومي الخميس والجمعة، داعياً رجال الأعمال إلى الاستثمار في مطاعم العائلات، التي تتفق مع عادات وتقاليد البيئة المحافظة. من جهته، أكد رئيس الجهاز التنفيذي لسياحة حائل، المهندس مبارك السلامة في تصريح إلى"الحياة"، أن دور السياحة داعم ومساند ومخطط، وبالتالي لا يستطيع الدخول في شؤون البلديات. مؤكداً أن سياحة حائل ترحب بأي مبادرة أو اقتراح من أي مواطن. وأشار إلى"أن هناك دراسة لإقامة فعاليات مساء الخميس والجمعة للنساء والرجال". وأضاف:"أن هناك نظاماً للشراكة مع وزارة التجارة لدفع وتحسين دور الإيواء والسكن والجودة والتفتيش عليها، وإقامة نظم ودراسة ومساعدة".