أعرب مجلس الوزراء السعودي - عشية انعقاد مؤتمر السلام الذي ترعاه الولاياتالمتحدة في أنا بوليس بولاية ماريلاند الأميركية - عن أمل المملكة العربية السعودية في أن يتعامل المؤتمر مع"القضايا الأساسية"للنزاع العربي - الإسرائيلي، بغية التوصل إلى سلام"عادل وشامل"في جميع المسارات"في إطار زمني منظور"، و"وفقاً لمنظور الرئيس الأميركي جورج بوش... لإنشاء دولة فلسطين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية". من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن تفاؤله إزاء فرص نجاح مؤتمر"أنا بوليس"للسلام في الشرق الأوسط. لكنه قال إن المؤتمر ليس"مسرحاً"ل"مصافحات". وأضاف، في مقابلة نشرتها أمس مجلة"تايم"الأميركية، إن من عناصر التفاؤل تصميم الولاياتالمتحدة على عقد المؤتمر. وقال:"السلام مستحيل من دون المشاركة الكاملة والمباشرة من جانب الولاياتالمتحدة". لكنه حذّر إسرائيل من أن عليها أن تحدد خيارها. وأكد أنه ليس ذاهباً الى"أنابوليس"لالتقاط صور أو مصافحة الإسرائيليين. ووصف المؤتمر الذي يلتئم في ولاية مريلاند الأميركية اليوم الثلثاء، بأنه منعطف حقيقي، وبأنه"الفرصة الأخيرة"، محذراً من أن فشله سيؤدي الى نزاع مقبلٍ يتسم بالخطورة الشديدة. وفي مجلس الوزراء - في الجلسة التي عقدها أمس الاثنين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دعا الفرقاء اللبنانيين إلى"الالتزام بالواجبات الدستورية لانتخاب رئيس جديد، حفاظاً على الأمن والاستقرار"في لبنان. وقرر المجلس تعديل ثلاث فقرات من قراره الصادر في عام 1404ه. وتقضي التعديلات بتعديل مكافآت وبدلات الحضور وقواعد صرفها لممثلي الدولة في مجالس إدارة الشركات التي تساهم فيها الدولة. ووجّه خادم الحرمين الشريفين، خلال الجلسة، بالعمل على سرعة إنجاز ومتابعة تنفيذ 108 مشاريع تقوم بتنفيذها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في مناطق المملكة. وقال وزير الخارجية السعودي إن اسرائيل ظلت تبني سياستها طوال ال60 عاماً الماضية على القوة، ومع ذلك فهي لم تقترب من تحقيق السلام ولا الأمن، وآن الأوان لكي تحاول سياسة مختلفة تقبل فيها العيش مع الفلسطينيين. وزاد:"نحن لا نحتاج إلى مؤتمر فرساي للعالم العربي، لأنه سلام لن يفعل شيئاً سوى تشجيع حروب في المستقبل". وسئل الأمير سعود الفيصل إن كان سيصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أو سيتجاذب معه أطراف الحديث، فردّ:"لا، هذا ليس مسرحاً. إننا ذاهبون بجدية إلى مفاوضات سلام. لسنا ذاهبين إلى هناك فقط من أجل التقاط صور لشخصٍ يصافح يد آخر. لا يمكننا أن نعطي انطباعاً خاطئاً للشعب. إن الأيادي التي مُدت إلينا كانت ولا تزال مقبوضة وليست مبسوطة حتى الآن. في حال بسطها من أجل السلام ستتم مصافحتها". وأضاف:"نحن لم نتفق على أي شيء حتى الآن. والأفضل من المصافحة أن يرد اولمرت بأمانة على المقترحات التي وضعناها على المائدة". وألح السائل على وزير الخارجية ما إذا كان سيتفادى مصافحة أولمرت إذا مدّ إليه يده، فقال الأمير سعود الفيصل:"لست ذاهباً إلى هناك للقيام بحركات مسرحية من قبيل مصافحة الأيدي التي لا تعني شيئاً. حين تصافح يعني ذلك ضمناً أنك وافقت على شيء ما. نحن لم نتفق على أي شيء حتى الآن". وذكر أن السعودية تشارك في مؤتمر السلام لمساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسوريين واللبنانيين على استعادة أراضيهم. وشدد على مبدأ السلام في مقابل التطبيع، وأضاف:"لن نكون طرفاً في أي بادرة يمكن تفسيرها باعتبارها تطبيعاً قبل تحقيق السلام". وشدد الأمير سعود الفيصل على أن السعودية لا تبحث لنفسها عن دور، وأنها لن تفاوض نيابةً عن الفلسطينيين أو السوريين أو اللبنانيين. وأكد أنه لن يزور القدسالمحتلة قبل إحلال السلام. وأضاف:"لن نزور القدس إلا بعد تحريرها". وأوضح وزير الخارجية أن الإطار الزمني لتحقيق السلام"واضح جداً... إلى حين انتهاء ولاية إدارة بوش".