جاءت استقالة رئيس نادي الاتحاد السعودي منصور البلوي المعلنة أو"الإقالة"التي يتداولها الشارع الرياضي بمن فيهم محامي النادي الدكتور عمر الخولي، على خلفية قضية هروب المهاجم السيراليوني محمد كالون، لترمي حجراً ضخماً في المياه الرياضية الراكدة، ولتعيد فتح الكثير من الملفات المسكوت عنها طوعاً أو كرهاً. ليس للشارع الرياضي طوال اليومين الماضيين سوى الحديث عن قضية هروب كالون ودور رئيس الاتحاد في هذه القضية، وللمرة الأولى يتم حسم هذه القضية باكراً بعد تشكيل لجنة لدرس الموضوع خلال 24 ساعة من حدوث الواقعة. شهدت العلاقة الهلالية - الاتحادية تأزماً منذ أن ترأس الأول منصور البلوي وتولى الأمير محمد بن فيصل سدة الرئاسة في الهلال. ومسلسلات الاتهامات التي تبادلها الرئيسان علناً وسراً، بعد أن كان الناديان يعيشان توافقاً غير مسبوق في تاريخ الأندية السعودية إبان عهدي رئيس الهلال الراحل الأمير عبدالله بن سعد ورئيس الاتحاد الراحل عبدالفتاح ناظر. عاش الرياضيون طوال أربع سنوات علاقات متأزمة واضحة، وانقسموا إلى فسطاطين واضحين، الأول يشيد برئيس الاتحاد ودعمه للرياضة من خلال التعاقدات الكبيرة والمبالغ الضخمة التي دفعها لتدعيم قدرات ناديه، ورفعه سقف المبالغ المالية التي تقدم للاعبين، وآخرون رأوا أن البلوي تجاوز كثيراً في علاقاته الرياضية، وأنه كان معول هدم للتنافس الرياضي، معددين الكثير من القضايا التي علقت بين الهلال والاتحاد بسبب البلوي ومنها قضية المهاجم المغربي جواد الزايري ودخوله على خط المفاوضات بين الهلال وبرشلونة الإسباني، واصطحابه رئيس برشلون لابورتا في طائرته الخاصة إلى مدينة جدة، في الوقت الذي كان الهلاليون يتوقعون مجيئه إلى الرياض، وأنه سبب تأزيم العلاقة بين الاتحاد والهلال، لكن المتهم الأول البلوي ما انفك ينفي عن نفسه هذه التهم جملة وتفصيلاً، معتبراً أن الهلاليين أنفسهم الذين يريدون أن يسقطوا الاتحاد، وأنه يفعل كل هذه الاحترازات أملاً ببقاء الاتحاد في القمة. وبعيداً عن المتعصبين من الطرفين لمنصور البلوي أو ضده، فالرجل غادر الساحة الرياضية وناديه في قمة الأندية السعودية، ونجح في إيصال فريقه إلى مونديال الأندية، ونال مع فريقه كأسين قاريتين، ودفع بمفرده ومن ماله الخاص ما يقارب 300 مليون ريال لتطوير ناديه الاتحاد. انطوت صفحة منصور البلوي الرياضية، وودّع الساحة الرياضية بقرار شخصي أو بقرار إقالة، لكنّ الرياضيين السعوديين يعتبرونه قراراً قوياً قلما يصدر من شخص طواعية أو ضد شخص بصورة إجبارية.