يبدو أن هوس الأولوية والأسبقية في الوسط الرياضي السعودي، بات يؤتي مفعولاً حاداً في قرارات إدارات الأندية المختلفة، وبدا ذلك جلياً حين لم يأت رئيس نادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا إلى العاصمة السعودية الرياض، لتدشين تعاون واسع النطاق مع نادي الهلال السعودي. وعلى رغم أن رئيس برشلونة قضى إجازة نهاية العام في دبي، ولم يغادر الخليج تحسباً للعودة إلى السعودية على ما يبدو، إلا أن الصفقة أخذت طريقها نحو الإلغاء. وكان رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل ألمح سلفاً في تصريح فضائي، إلى وجود محاولات لإفساد صفقة التعاون الهلالي - الاسباني عبر اتصالات تم إجراؤها برئيس برشلونة من دون أن يسمي من قام بهذه الاتصالات، إلا أن الأنظار توجهت حينها إلى الرئيس الاتحادي منصور البلوي على خلفية التنافس الهلالي الاتحادي. ومر السابع من شهر كانون الثاني يناير الموعد المحدد لزيارة لابورتا هادئاً على الأروقة الزرقاء ومن دون أي ضجيج ولم يواجه الرئيس الهلالي الأمير محمد بن فيصل أي ضغوط أو تساؤلات من جماهير ناديه، التي تفهمت موقفه على اعتبار أن رئيس الاتحاد كان أحضر رئيس برشلونة إلى جدة على متن طائرته الخاصة الشهر الماضي، وعقد معه مؤتمراً صحافياً في جده في عملية وصفهتا الجماهير الزرقاء بعملية"حرق"للصفقة الهلالية - الاسبانية. ولم يصدر من الإدارة الهلالية أي توضيح رسمي حول إلغاء الاتفاق مع برشلونة من عدمه مع تصريح مقتضب للرئيس الهلالي، أشار فيه إلى أن إدارة ناديه تنوي التعاقد مع منتخب عالمي لحضور الاحتفال الخمسيني للنادي، وهي إشارة واضحة إلى أن الصفقة آلت إلى الإلغاء. وكان خط المنافسة الهلالي - الاتحادي تصاعد السنوات الأخيرة وبلغ ذروته في التنافس في صفقتي المهاجمين الدوليين ياسر القحطاني وجواد الزايري، اللذين شهدت صفقتيهما مزايدة بين الناديين، أدت إلى رفع قيمتيهما حتى حصد الأول لقب أغلى لاعب سعودي بعد صفقة انتقاله. ويتساءل الكثير من المراقبين عن أسباب الغاء الصفقة، على رغم أن الاتفاق"الاتحادي - الكاتالوني"لا يمنع الهلال من إتمام الصفقة الزرقاء.