عبرت الطلائع الأولى لحجاج بيت الله الحرام أبواب مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في طريقها لاستكمال رحلة الحج، وبدأت الإدارات الحكومية والأجهزة المعنية في العاصمتين المقدستين تحركاتها على الأصعدة كافة، لتطبيق خططها الهادفة إلى تقديم أفضل الخدمات وأرقاها إليهم، وصولاً إلى إنجاح موسم الحج، وتمكين الحجاج من أداء الفريضة في يسر وسهولة، وأمن شامل. اعتمدت المديرية العامة للمياه في منطقة مكةالمكرمة خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام، والهادفة إلى تقديم خدمات المياه والصرف الصحي بمكةالمكرمة ومناطق المشاعر المقدسة. وأوضح المشرف العام على المديرية محمد بن أحمد بغدادي، أن الخطة ركزت في أساسياتها على تجهيز كميات المياه الإضافية اللازمة لسقيا حجاج بيت الله الحرام، أثناء وجودهم في مكةالمكرمة ومناطق المشاعر المقدسة، بكمية تتماشى مع الأعداد المتوقع وصولها من الحجاج خلال الموسم الحالي. ويقدر المعدل اليومي لهذه الكمية من المياه التي سترد إلى مكةالمكرمة خلال موسم الحج ب 315 ألف متر مكعب يومياً، منها 310 آلاف متر مكعب ترد يومياً من محطة تحلية المياه في الشعيبة، وخمسة آلاف متر مكعب من المياه الجوفية ترد يومياً من آبار الأودية المحيطة بمكةالمكرمة، إضافة إلى كمية من المياه تقدر بعشرة آلاف متر مكعب من مشروع آبار وادي ملكان جنوبمكةالمكرمة، وهذه الكمية مخصصة لتغذية دورات المياه التابعة للمسجد الحرام. وتضمنت الخطة تعبئة جميع خزانات المياه الاستراتيجية والتشغيلية في مكةالمكرمة، وسيتم خلال الخطة التركيز على ضخ كميات المياه للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، والتي عادة ما تشهد في موسم الحج كثافة كبيرة في الاستهلاك. كما سيتم تشغيل أشياب المديرية الثلاثة، وهى أشياب المعيصم، وكدي، وعرفات، بكامل طاقتها التشغيلية، لتعبئة ناقلات المياه منها خلال موسم الحج، وسيتم أيضاًَ تشغيل مراكز تعقيم ناقلات المياه، إذ تتواجد في هذه المراكز فرق اختصاصية مهمتها تعقيم ناقلات المياه بالكلور، وسيتم تنفيذ برنامج خاص بمتابعة تعبئة المياه بمكةالمكرمة ومناطق المشاعر المقدسة، بأخذ عينات من المياه وإجراء التحاليل الكيماوية والبكتريولوجية عليها، للتأكد من مدى مطابقة مواصفات المياه بالخزانات والشبكات للمواصفات القياسية لمياه الشرب وخلوها من أي تلوث. وقال بغدادي:"إن الخطة تتضمن الإعداد والتجهيز والتنسيق مع المسؤولين في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لضخ كميات المياه المطلوبة لموسم الحج، وتعبئة الخزانات بالمياه للموسم، وعمل التجارب اللازمة للشبكات العامة وعمل غسيل وتنظيف لها وعمل صيانة علاجية لإصلاح الكسورات". إلى ذلك، أكمل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكةالمكرمة استعداداته لاستقبال الحجاج، بتزويد جميع المساجد والجوامع بما تحتاج إليه والبالغ عددها 9076 جامعاً ومسجداً منها 2301 جامع و6775 مسجداً من فرش ومصاحف من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، ليتمكن حجاج الحرم، من أداء عباداتهم في أجواء روحانية تسودها الطمأنينة والسكينة والخشوع. وأوضح المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الحازمي، أن الفرع قام بتزويد المحافظات والإدارات والمراكز التابعة للمنطقة بالكميات اللازمة من المصاحف والسجاد ليتم توزيعها من قبلهم على المساجد والجوامع مشيراً إلى أن هناك ثلاث فرق للصيانة بخلاف مؤسسات الصيانة والنظافة تقوم بدور فاعل في إصلاح ما قد يحدث من أعطال في أجهزة الصوت، إضافة إلى متابعة الصيانة والنظافة في مساجد المشاعر المقدسة"عرفات، ومزدلفة، ومنى". وكشف أن الوزارة وقعت خمسة عقود للصيانة والنظافة، تشمل صيانة ونظافة وتشغيل مسجد نمرة بقيمة إجمالية بلغت 530 ألف ريال، ومسجد الخيف بمنى بلغت 1.1 مليون ريال، وتشغيل دورات المياه المجمعة بمنى بمبلغ 287 ألف ريال، وصيانة ونظافة وتشغيل مسجد حجاج البر بمنى بقيمة 95 ألف ريال، ومسجد المشعر الحرام بمزدلفة بمبلغ 118 ألفاً، مؤكداً انه سيستفاد في موسم حج هذا العام من عدد من المشاريع التي تم الانتهاء منها، والبالغة كلفتها الإجمالية 13.5 مليون ريال. وأضاف الحازمي أن الفرع يولي اهتماماً كبيراً بمساجد المواقيت الخاضعة للإشراف وهي يلملم، والجحفة، وقرن المنازل، ووادي محرم، وكذلك مساجد الحل، وهي التنعيم، والجعرانة، ومساجد حجز السيارات الخمسة على مداخل مكةالمكرمة، من خلال تأمين حاجاتها ومتابعتها، والإشراف عليها لمعالجة ما يطرأ من ملحوظات باستمرار. وأفاد أنه سيتم في حج هذا العام زيادة عدد المساجد التي تقام بها صلاة الجمعة خلال موسم الحج من 60 مسجداً إلى نحو 100 مسجد، وذلك من أجل التسهيل على ضيوف الرحمن وإقامة صلاة الجمعة في المساجد القريبة من مقر سكنهم، مطالباً أئمة الجوامع والمساجد بعدم السماح بإلقاء الكلمات الوعظية إلا للدعاة المصرح لهم من الوزارة والمشاركين في الحج طبقاً للبرنامج المعتمد. وفي سياق متصل، باشر فرع وزارة الحج في منطقة المدينةالمنورة تنفيذ خطته التشغيلية لموسم الحج في جوانبها الإدارية والميدانية من خلال الإدارات والمحطات والمراكز واللجان التابعة له وتوفير خدماته للحجاج. وأوضح المدير العام للفرع حسن حامد البكري، أن الخطة التشغيلية للفرع تسعى إلى رفع مستوى التنسيق والتعاون في مجال تبادل البيانات والمؤشرات الإحصائية، والبلاغات الميدانية بين أقسام ولجان الوزارة والجهات التي يشرف عليها الفرع، والجهات الحكومية ذات العلاقة. وأشار البكري إلى أنه تم دعم تنفيذ برامج الخطة التشغيلية بأكثر من خمسة آلاف موظف رسمي وموسمي، يتبعون فرع الوزارة والجهات الخدمية التي تشرف عليها، وحرصت على تدريبهم وتأهيلهم في الفرع والجهات العاملة معه، إذ عقدت العديد من الدورات والبرامج التدريبية وورش العمل في مختلف المجالات الخدمية والتنظيمية والإدارية والتنسيقية، بما يتلاءم مع المسؤوليات والمهمات المسندة لهم. ولفت إلى أن الأعمال الإدارية والميدانية لهذا العام شهدت إعادة هيكلتها لتتواءم مع الهيكل التنظيمي الجديد، كما تم تعزيز الدور القيادي للإشراف الإداري والميداني، من خلال استحداث وحدة قيادية فاعلة قادرة على المتابعة والتوجيه والتقويم واتخاذ القرار على مدار الساعة، وكذلك ربط مكاتب ومراكز الخدمات الميدانية للمؤسسة الأهلية للأدلاء بالنظام الآلي لخدمات الحجاج في فرع الوزارة لإصدار التصاريح آلياً، تيسيراً على الحجاج. كما عنيت الخطة بمزيد من التفعيل لدور وحدة مراقبة ضوابط إسكان الحجاج، لمتابعة مدى دقة تنفيذ عقود الإسكان والاشتراطات الواردة فيها، لافتاً إلى أن الفرع يسعى هذا العام لاستكمال الربط آلياً مع لجنة الكشف على مساكن الحجاج، بهدف سرعة التعامل مع الملاحظات والمخالفات المسجلة عليها. وفي مجال الخدمات المباشرة والمساندة، تم استحداث آلية جديدة لتسجيل مجموعات الإسكان، والدور السكنية التي تتعامل معها بكامل بياناتها الموجودة لدى المؤسسة الأهلية للأدلاء، وتتولى المجموعات العاملة فيها عملية التسجيل المباشر، من خلال موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت، للوصول إلى تطبيق التعاقدات الإلكترونية لعقود إسكان الحجاج التي تبرم مع بعثات الحج، والشركات السياحية، ووكالات السفر، ويتم توثيقها لدى فرع الوزارة. وأضاف البكري أنه تم تطوير برنامج التفويج الآلي على الدور السكنية، بما يكفل عدم التعارض في محاور سكن الحجاج الرئيسة، مشيراً إلى أن الخطة تتطرق في جوانبها كافة إلى تفعيل برنامج مراقبة الحافلات المغادرة عبر مراكز التفويج كيلو9 بطريق الهجرة السريع، للتحقق من نظاميتها، والتأكد من سلامة الحافلات وجاهزية السائقين، وكذلك التحقق من توافر متطلبات السلامة للحجاج في مساكنهم ومختلف أماكن وجودهم، من خلال الوقوف على جاهزية التدابير اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ وفقاً للخطط المعدة. كما نصت الخطة على تعزيز دور المتابعة والمراقبة الإدارية والآلية والميدانية، لتكون متابعة اختصاصية وموجهة وشاملة وفعالة لتحقيق أهدافها، من خلال مخرجات بيانات أنظمة الحاسب في مختلف مواقع العمل، إضافة إلى الحرص على تعزيز برنامج هيئة الحصر والتوزيع، لمواجهة كثافة حركة استقبال الرحلات الدولية عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، وصولاً إلى توفير أفضل الخدمات للحجاج فور قدومهم.