بعد أن حطمت العاصمة الروسية موسكو قبل خمسة أشهر الأرقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة بوصولها، في مرة لم تتكرر خلال أكثر من 120 عاماً، إلى درجة"الطقس المعتدل"في عواصم الخليج مثلاً، تعود هذه الأسابيع إلى صورتها الأولى، حيث يتسم الطقس بالصقيع وهطول موجة خفيفة متواصلة من الثلج. وسجلت درجات الحرارة ليوم أمس 11 درجة تحت الصفر مساءً، ووصلت فجراً إلى 16 درجة. وتبعاً للمرصد الجوي الروسي، فإن اليوم ستبلغ الحرارة أربع درجات تحت الصفر، لتتراوح طوال الأسبوع بين 18 إلى ثلاث درجات تحت الصفر. وحينما اشتكى"الموسكويون"من ارتفاع درجة الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، وأبدوا تذمرهم من سخونة الطقس، فإن درجة الحرارة التي دفعتهم إلى كل هذا لم تتجاوز 30 درجة مئوية فقط!. لكنها بالنسبة إلى سكان العاصمة تعد أكثر من معدلها الطبيعي بخمس إلى سبع درجات، ما دفعهم إلى ارتداء أقل عدد ممكن من الملابس الصيفية ورمي أجسادهم في أقرب بركة ماء أو نافورة عامة. وعلى رغم أن هذه الأسابيع ما هي إلا بداية لموسم شتاء يرجح أن يكون شديد البرودة خلال شهر من الآن، فإن خبراء زيارة موسكو في مثل هذه الأيام ينصحون كل من يرغب في السفر ب"وضع أجود ملابسك الشتوية في حقيبة السفر قبل أن تغادر بلادك متجهاً إلى موسكو". والملابس الشتوية ترفع وزن الإنسان إلى أكثر من كيلوغرامين أو يزيد عندما يرتديها اتقاء من البرد القارص. يقول رائد وهو بائع في أحد بيوت الأزياء العالمية الشهيرة بجودة صناعتها، إن متاجرهم"مستعدة للإسهام في تخفيف قسوة برد موسكو وصقيعها، يحتاج الأمر فقط إلى محفظة نقود مقاومة لسخونة الأسعار الباهظة، خصوصاً في هذه الفترة"من السنة حيث بداية موسم الشتاء في معظم عواصم العالم الغربي. وتبعاً لعادة بيوت الأزياء، فإن خفض الأسعار على الملابس الشتوية يبدأ غالباً في الفترة من 15 كانون الثاني يناير وحتى منتصف شباط فبراير، أي في نهاية موسم الشتاء وإقبال موسم الربيع. وفي العادات اليومية للروس، فإن البرد القارص يُنظّم حياتهم ووجباتهم الغذائية المليئة بما يرفع درجة حرارة الجسم في مواجهة العواصف الثلجية.