جاء سقوط الوصل أمام دبي بخماسية من دون مقابل في الجولة الرابعة من كأس «اتصالات» لكرة القدم ليكون حديث الساعة في الشارع الكروي الإماراتي. خسارة أي فريق بنتيجة أمر عادي، لكن أن يخسر فريق على رأس جهازه الفني الأسطورة الأرجنتيني دييغو ارماندو مارادونا هو الحدث بحد ذاته. مارادونا كان قد ترك انطباعاً جيداً منذ انطلاق الموسم حين خسر أمام الجزيرة بطل ثنائية الموسم الماضي (3-4)، ثم فاز على رديف فريق الإمارات (3-0) والوحدة (3-0) أيضاً، لكن الأخير لعب بغياب عدد كبير من نجومه الدوليين. مدرب فريق دبي الروماني ايوان مارين، الذي كان يخوض أول مباراة رسمية مع فريقه منذ أن تسلَّم المهمة قبل أيام، كان واضحاً حين قال قبل المباراة إن وجود مارادونا على رأس الجهاز الفني للوصل لا يهمني، وهو فعلاً كان قولاً وفعلاً، لأن الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي لم يعكس مجريات المباراة، إذ أهدر فريق دبي صاحب الضيافة مجموعة من الفرص كانت كفيلة بأن يخرج متقدماً بثلاثة أهداف على الأقل. دبي يعرف الوصل جيداً، فهو في أول موسم له في الدرجة الأولى عام 2003 تمكن من هزيمة الوصل آنذاك (5-2)، وها هو يعيد الكرة بعد 8 سنوات مؤكداً ذلك الفوز. ولم يجد دييغو مارادونا سوى كلمات الاعتذار لجمهور فريقه بعد الهزيمة التاريخية. وكان مارادونا، الذي مني بالهزيمة الأقسى له كمدرب منذ خسارة منتخب الأرجنتين أمام بوليفيا 1-6 في لاباز عام 2009 في تصفيات مونديال 2010، استغنى عن خدمات المدافع العماني الدولي محمد الشيبة للتعاقد مع مهاجم أجنبي، وتشير مصادر مقربة من نادي الوصل إلى أن هناك خيارات عدة للتعاقد مع مهاجم آسيوي بحسب رغبة مارادونا، أولها الكويتي يوسف ناصر، وهناك خيار آخر لا يزال سرياً وهو المهاجم الأوروغوياني الذي يحمل الجنسية الأسترالية ريتشارد بورتا نجم فريق ناسيونال، لكن يبدو أن السقوط الكبير قد يغيّر التطلعات مع ظهور الحاجة إلى مدافع قادر على سد ثغرات خط ظهر فرقة مارادونا. وقال بطل كأس العالم 1986 في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة: «الهزيمة بالخمسة ثقيلة جداً، لكن قد تكون جرس إنذار يجب التنبه له قبل انطلاق مباريات الدوري الأهم». يلعب الوصل مع الشارقة في الجولة الأولى من الدوري الإماراتي في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وأضاف: «أعتذر لجمهور الوصل على هذا الخسارة، أنا حزين جداً لذلك، كنا نسير على الطريق الصحيح وحققنا فوزين كبيرين في آخر جولتين، علينا الآن الاستعداد للدوري وعدم النظر إلى الخلف، وأتمنى ألا يؤثر ذلك في معنويات اللاعبين الذين عليهم أن يتعلموا من هذا الدرس القاسي». ووعد «بدرس ظروف وأسباب الخسارة أمام دبي للعمل على تلافيها في المستقبل».