قال وزير النفط الإيراني غلام حسين نزاري، إن العقوبات والضغوط الدولية التي تنفذ على بلاده على خلفية برنامجها النووي، لم تمنعها من مواصلة المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة. وكشف نزاري في تصريحات إلى"الحياة"، أن إيران قامت خلال العام الحالي بزيادة طاقتها الإنتاجية بمقدار 200 ألف برميل يومياً، وأنها طرحت مشروعاً للغاز المسال بكلفة 5 بلايين دولار، وهناك عدد من الشركات من ضمنها شركات غربية تقدمت لتنفيذ هذا المشروع. وأضاف أن إيران تهدف إلى زيادة طاقتها من إنتاج النفط إلى 4.5 مليون برميل يومياً خلال عامين من 4.3 مليون برميل يومياً حالياً. ونفي نزارى أن تكون الشركات الأوروبية قد شاحت بمشاريعها الاستثمارية عن إيران، استجابة للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران، وقال:"إن لدينا مشروعاً مطروحاً حالياً على الطاولة بكلفة تفوق 500 مليون دولار ونحن نتطلع إلى الشركات النفطية لتنفيذ ذلك". وحول الأسعار وحجم النفط في السوق، قال:"السوق بها نفط كاف وأية زيادة لإنتاج أوبك لن تؤثر في الأسعار". وأشار إلى أن"الأسواق العالمية بها إمدادات كافية من النفط، وان زيادة إنتاج أوبك لن تخفض الأسعار". وقال نوذري الذي وافق البرلمان الإيراني أمس، على توليه منصب الوزير:"أية زيادة في أسعار النفط العالمية لها أسباب مختلفة وأحد الأسباب الرئيسية هو انخفاض قيمة الدولار". وكانت الولاياتالمتحدة حثت المنظمة على زيادة الإنتاج بسبب تناقص مستوى المخزونات في الدول المتقدمة وللمساعدة في خفض الأسعار التي بلغت مستويات قياسية، وردت عليها أوبك أمس، بأن الزيادة في الإنتاج لن تؤثر في الأسعار. وقال نوذري:"كل الأدلة تشير إلى وجود ما يكفي من النفط في الأسواق العالمية وزيادة إنتاج أوبك لن تكون لها أثر في الأسعار العالمية". وأشار إلى أن مصدري النفط لا يحصلون على عائدات كبيرة، وذلك لارتفاع تكاليف المواد التي تدخل في صناعة النفط، وكذلك تنامي أسعار الخدمات المرافقة والإنشاءات وأجور العمالة التي تصاحب صناعة الطاقة، كما أن انخفاض سعر صرف الدولار أسهم في تآكل الهوامش الربحية لعائدات النفط للدول المنتجة. وحول توافر الدعم لمشاريع الطاقة قال:"هناك تمويل داخلي من عائدات شركة النفط الإيرانية، إضافة إلى توظيف بعض الأموال الحكومية لدعم قيام هذه المشاريع الحيوية". وحول اتفاق الغاز مع البحرين، قال إن إيران ستوقع مذكرة تفاهم غداً السبت لتزويد البحرين بالغاز الطبيعي، وأضاف أن العقد سينص على أن تبدأ الصادرات بمعدل بليون قدم مكعب يومياً بدءاً من عام 2010 مع إمكان زيادتها إلى بليونين على أقصى تقدير. وفي ما يتعلق بالخلافات مع الولاياتالمتحدة التي يُعزى إليها كأحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، قال نوزاري إن"الرئيس الإيراني لم يهدد بضرب منشآت نفطية في الخليج بل تُرجم كلامه بشكل خاطئ"، لافتاًَ إلى أنه لا يلوح بضربة عسكرية"سوى دولة واحدة هي الولاياتالمتحدة الأميركية". وقال:"إن الأممالمتحدة ليست هي من يهدد بالضرب، ولا الأعضاء بل دولة واحد هي الولاياتالمتحدة"، مشيراً إلى أن من سيهاجم إيران"سنلقنه درساً لن ينساه"، مؤكداً أنهم سيواصلون استخدام القنوات الديبلوماسية لحل الأزمة النووية. وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لوح باستهداف من يقدم أية تسهيلات لأميركا لضرب مفاعلاتها النووية، بهجوم صاروخي يدمر منشآت الطاقة والقواعد العسكرية الأميركية فيها. وسبق أن هدد رأس السلطة الدينية والسياسية الإيرانية مرشد الثورة الايرانية آية الله علي خامنئي بتعطيل تصدير"النفط من الخليج إلى واشنطن إذا ما أقدمت على خطوة غلط". من جهته، قلل أستاذ الاقتصاديات النفطية في جامعة أوهايو انس الحجي من"وقوع ضربة أميركية، لإيران، لان ذلك سيضرها ويقفز بأسعار النفط إلى مستويات لا تحبذها الولاياتالمتحدة". وعن تأثير قمة أوبك في أسعار النفط، بيّن الحجي"أن القمة لا يمكن أن تؤثر في أسعار النفط، مثل الاجتماعات الوزارية ولو حتى من الناحية المعنوية". وعن التوقعات بقفز أسعار النفط إلى"خانة الثلاثة أرقام"، أكد الخبير النفطي أن"العوامل البيئية والوضع في الشرق الأوسط هي التي من الممكن أن تقفز بسعر برميل النفط إلى ما فوق 100 دولار".