حصدت حوادث الاصطدام بالجمال السائبة على طريق الخفجي - أبو حدرية خلال شهر شوال الماضي، أرواح سبعة أشخاص، كما نجم عن تلك الحوادث إصابات عدة، وسط مخاوف من ازدياد عددها خلال الفترة المقبلة، مع هطول الأمطار، ونشوء المراعي الطبيعية على جانبي الطريق، الذي يبلغ طوله نحو 135 كيلومتراً. وباتت تلك الجمال التي تسرح ضمن قطعان كبيرة، مصدر خطر كبير على حياة المسافرين على الطريق، الذي سجل خلال السنوات الماضية، عدداً من الحوادث، إثر ارتطام سيارات المسافرين بهذه الإبل، وبخاصة في المناطق الواقعة بين منيفة والسفانية، وكذلك المنطقة الواقعة بين السفانية وحفر الباطن. ودعا أهالي محافظاتالخفجي والنعيرية وقرية العليا، المسؤولين في وزارة النقل وأمن الطرق، إلى"اتخاذ إجراءات رادعة في حق أصحاب هذه الجمال، الذين أهملوها"، كما طالبوا ب"إنشاء سياج على جانبي الطريق، يمنع عبور الجمال للطريق، بحثاً عن المرعى في الجانب الآخر"، مشيرين إلى أن"ازدواج الطريق، واتساعه يغري سائقي المركبات بالقيادة بسرعة عالية، لا تسمح لهم بتفادي الإبل في حال رؤيتها فجأة، ما يؤدي إلى ارتطامها بها"، فيما دعا مواطنون الجهات الأمنية إلى"وضع أماكن خاصة بحجز الجمال التي تعبر الطريق ليلاً، وتغريم أصحابها، لكونها تشكل خطراً كبيراً على المارة". ويقول ناصر الباني، الذي نجا من الاصطدام بجمل سائب عبر الطريق فجأة:"لم أكن منتبهاً للطريق أمامي، بسبب انشغالي في الحديث مع أحد أصدقائي أثناء توجهنا إلى الدمام، وفوجئت بوجود جمل في منتصف الطريق، واضطررت إلى النزول من يمين الطريق، وشاء الله أن يكون جانب الطريق سهلاً، ونجونا من حادثة انقلاب مركبتنا". اللافت أن الباني علم بأن الجمل الذي كاد يرتطم به، كان سبباً في وفاة شاب في اليوم التالي للحادثة، التي كاد يتعرض لها، إذ"اصطدم في هذا الجمل شاب تخرج حديثاً، ويعمل معلماً، وتوفي فوراً، كما اصطدمت بالجمل سيارة أخرى تقل عائلة كويتية، ونجوا من الحادثة"، مضيفاً"المنطقة التي كدت اصطدم فيها بالجمل، شهدت حوادث عدة، كانت الجمال طرفاً فيها". وطالب الباني المسؤولين ب"اتخاذ إجراءات تكفل إيقاف ظهور الإبل السائبة، التي اختفت تقريباً خلال الأعوام الماضية، إلا أنها عاودت الظهور مجدداً، خلال العام الجاري، بسبب تعرض مناطق الرعي الداخلية، التي تبعد عن الطريق نحو 50 كيلومتراً، للجفاف، ما اضطر أصحاب قطعان الإبل إلي النزوح لمناطق قريبة من الطريق، بحثاً عن المراعي"، مشيراً إلى أنهم"لا يستطيعون السيطرة عليها خلال الليل، بسبب عدم وجود حواجز تمنعها من التنقل ليلاً".