في حلقة طاش ما طاش 15"شباب على الطريق"، كتابة جوهر الدوسري، تم تقديم أحد أروع المشاهد الدرامية لمعاناة الشباب السعودي، ومشكلاته التي تعترض حياتنا المجتمعية المليئة بالزوايا المعتمة والمهملة، وربما المستبعدة من النقاش والحوار، خوفاً من محاذير الدين والأعراف الاجتماعية!! إن الشباب المثقل بهموم الحياة، وأهمها تأمين الزوجة والمسكن، يتخذ من التنشئة الاجتماعية والتعليمية وسيلة لتحقيق الإشباع النفسي، وبالتالي تحقيق الأمن الوظيفي وفق رؤية تراكمية مبنية على المواقف الحياتية التي مرت عليه، وهو بذلك يكوّن رصيداً من الخبرات الايجابية والسلبية، هي في الغالب لا تشغل بال المسؤولين في مجال الخدمة الاجتماعية في بلادنا، ولا قطاع العمل والخدمة المدنية. عندما تتكون الصورة النمطية لدى الشباب السعودي وفق المعايير الاجتماعية، فإن المحاذير التي يخشاها المسؤولون عن رعاية الشباب تكون أكثر احتمالاً للحدوث، فالطرح المسؤول لأهم القضايا، ومنها أدب الحوار مع الشباب واحترام حقوقهم المدنية، وعدم التعدي عليهم من أي جهة كانت، وكذلك عدم استخدام الدين كعقاب للتعدي على بعض الممارسات الطبيعية البريئة، والتي في الأصل لا تمت للتعاليم الدينية بصلة، وربما على العكس تمثل تجاوزاً للتعاليم التي قدمتها الرسالة المحمدية الإنسانية، والأمثلة والشواهد كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة. لا بد أن يتبنى مركز الحوار الوطني مضامين وأبعاد هذه الحلقة الرائعة بطريقة موضوعية وجريئة، وذلك لتحقيق اعلى مستويات النجاح لمستقبل معاول البناء لبلادنا العامرة، لكي لا يتحول شبابنا إلى معاول للهدم! بادي خلف الشكرة - الرياض