كنت أراهن على براعة سامي الجابر في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة إلى ما قبل المؤتمر الصحافي الذي عقده الاسبوع الماضي للكشف عن تفاصيل حفلة اعتزاله والاتفاق مع مانشستر يونايتد للعب في المباراة الاحتفالية، ووجه إلى الجابر سؤال من أحد الصحافيين عن استبعاد اندية اوروبية من مفاوضات مباراة التكريم بداعي علاقتها بإسرائيل، قال المهاجم المعتزل:"لو علمت أن هناك عناصر ترتبط علانية بعلاقات مع دولة إسرائيل فلن أختار مانشستر وسنلغي الاتفاق". وحقيقة لا أعلم ان كان السؤال ملغوماً، أو أن صاحبه أراد أن يمنح سامي الجابر بعداً قومياً ونضالياً على طريقة أغاني شعبان عبدالرحيم وأفلام عادل امام ومحمد هنيدي، غير أن المؤكد أن سامي لم يكن موفقاً في الحديث عن هذه القضية تحديداً، خصوصاً أنه لا يوجد نادٍ في اوروبا لا تربطه علاقة بالدولة العبرية على اعتبار أن أبناء القارة العجوز ليس لديهم تحفظ في التعامل مع اسرائيل، لأنهم يرتبطون معها بعلاقات طبيعية لا لبس فيها ولا تؤثر فيها الخلافات العربية- الاسرائيلية. الجابر زكى مانشستر يونايتد على بقية الأندية الأوروبية، بل وراهن أنه سيلغي الاتفاق مع النادي الانكليزي اذا ثبت أن له علاقة بإسرائيل، وهو بذلك يتناسى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الاوروبي تربطهم علاقات وثيقة بتل أبيب، وليست الأندية الاوروبية وحدها، ولا أعتقد أن ذلك يمنعنا من التعامل مع تلك المنظمات العالمية أو الأندية الاوروبية طالما أننا لا نتعامل مباشرة مع اسرائيل. ولأننا لسنا مجبرين في الأصل على تسييس كل ما يحيط بنا من علاقات. وبالمناسبة مانشستر يونايتد الذي يراهن الجابر أن لاعلاقة له باسرائيل وهو النادي الذي تملكه عائلة غلايزر"اليهودية"، ويحمل لاعبوه شعار شركة AIG وهي شركة تأمين عالمية"يهودية"، فضلاً عن أن أكبر متعهدي انتقالات اللاعبين الذين يدين النادي لهم بالفضل هو الاسرائيلي بيني زاهافي مهندس انتقال النجمين روني وفيردناند إلى مانشستر يونايتد وهذا المتعهد دائم التنقل مع الفريق وهو مقرب من المدرب فيرغسون الذي بدوره نال تكريماً خاصاً من احدى كتائب الجيش الاسرائيلي قبل سنوات. لكن ذلك لا يعنينا لأننا نتعامل مع مانشستر على أنه نادٍ انكليزي وليس اسرائيلياً. ويبقى أن الجابر مطالب إما بالتعامل مع مباراة اعتزاله كرياضي وأن يترك السياسة لأهلها، أو أن يفي بعهده بابعاد مانشستر يونايتد عن مباراة اعتزاله ودفع الشرط الجزائي، خصوصاً أن ستة من لاعبي الفريق الانكليزي لن يتمكنوا من لعب المباراة في الرياض لأنهم يحملون اختاماً اسرائيلية في جوازاتهم على طريقة حارس منتخب غانا سامي أدجي الذي ابعد عن منتخب بلاده قبل المباراة الودية ضد السعودية، ولا أعتقد أن مانشستر يساوي الكثير من دون سكول وروني وفيردناند وهارغريفز وكاريك وآوشي، وهم خاضوا مباراة مع منتخبهم ضد اسرائيل في آذار مارس الماضي في تل ابيب برسم تصفيات كأس اوروبا. طلال الحمود [email protected]