يتخلل البرق جدائل المطر ثمّ يخرج مجنوناً من النشوة *** يهرب البرق من المطر في كلّ اتجاه خشية البلل *** تتناثر النجمات وحبّات المطر على صدر السماء لترصيع وشاحها كلّما أبلاه الصحو والضجر *** يتّكئ القمر على حافة شرفته ويتساءل: كيف تنسج إبرة المطر كلّ هذه الدانتيلا في العتمة؟ *** يستيقظ الماء غريباً في السماء فينهمر شوقاً على صدر العشب *** يتدحرج المطر نشواناً ثملاً بعودته إلى الرحم يسيل المطر سواقي فينقش وشماً على وجه أنثاه *** يفاجئ المطر الأرض بإنوثتها المنسية *** وحده المطر يثير رعشة الأرض *** من فرط غربته يهرب المطر من السماء إلى الأرض *** الرعد صرخة المطر لمّا يغادر رحم الغيمة *** ملّ العشب الاستلقاء إلى الشمس إنه يشتهي لو يتدثّر بغيمة *** يشدّ قوس قزح خصر السماء لتختال تيها دون أن تسقط