فنّد المدير العام للمدارس السعودية في الخارج في وزارة التربية والتعليم السعودية الدكتور ماجد عبيد الحربي اتهامات اللجنة الأميركية للحرية الدولية للأديان التي حرّضت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس الخميس على إغلاق"الأكاديمية السعودية"في الولاياتالمتحدة. وقال ل?"الحياة":"إن مدارس المملكة في الخارج عميقة الجذور التاريخية، وإنها منفتحة على برامج توأمة مع المدارس المحلية في بلدانها". وذكر"ان المدارس والأكاديميات السعودية تعلّم أكثر من 7 آلاف طالب ينتمون إلى أكثر من 50 جنسية وإلى غالبية المذاهب والديانات". وكعادتها حينما يتعلق الأمر بالسعودية، لم تكتف اللجنة بانتقاد مناهج الأكاديمية وسوق الاتهامات المكررة بحضٍّ مزعوم على كراهية اليهود والنصارى، ومن سمّتهم"غير المؤمنين"، بل دلفت مباشرة إلى الزعم ب?"افتقار المجتمع السعودي إلى الحرية الدينية، وتشجيع التطرف الإسلامي في المدارس السعودية". ووجّهت اللجنة الأميركية المذكورة انتقاداتها بوجه خاص إلى الأكاديمية الإسلامية السعودية، وهي مدرسة خاصة تخدم نحو ألف طالب من مرحلة الحضانة حتى الصف الثاني عشر، في حرمين مدرسيين في مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، وتقدم خدماتها التعليمية منذ 23 عاماً. وذكر تقرير اللجنة ان الأكاديمية تحوم حول المقرر الدراسي المستخدم في المدارس السعودية، الذي انتقدته اللجنة لحضّه على الكراهية وعدم التسامح تجاه اليهود والنصارى والشيعة. وذكر التقرير أنه"يبقى قلق كبير إزاء ما إذا كان ما يُدرَّس في الأكاديمية السعودية الإسلامية يشجع عدم التسامح الديني، وقد يؤثر سلباً في مصالح الولاياتالمتحدة". ولم توجّه اللجنة انتقادات محددة لمقررات الأكاديمية، سوى الإعراب عن قلقها من أن تلك المقررات شبيهة للغاية بنظام التعليم السعودي. ويوصي تقريرها وزارة الخارجية الأميركية بممارسة ضغوط على الحكومة السعودية لإغلاق المدرسة، إلى حين إعادة النظر في مقرراتها الدراسية ووضع إجراءات لضمان استقلالها عن السفارة السعودية. وأوضح المدير العام للمدارس السعودية في الخارج في وزارة التربية والتعليم الدكتور ماجد الحربي ل?"الحياة"، ان المدارس والأكاديميات السعودية في الخارج"ليست طارئة، وإنما لها عمق تاريخي يزيد على 20 عاماً، وهي منفتحة على برامج توأمة مع المدارس المحلية في بيئاتها. ونحن لا نعارض الانفتاح على البرامج التربوية للآخرين". وشدد على أن الأكاديمية السعودية في فيرفاكس تخضع لتفقد لجنة حكومية أميركية ترفع تقارير عن أدائها التعليمي بصفة دورية. وأكد أن المدارس السعودية في الخارج تحظى بإقبال لا نظير له من أبناء الجاليات المسلمة وغير المسلمة، الذين لا يجدون في مناهجها ما يسيء إلى دياناتهم. وقال:"نحن نؤدي برامج تربوية لا تتعاطى السياسة ولا الأطر الأيديولوجية". وزاد ان المدارس السعودية في الخارج خرّجت آلاف الطلاب،"ولا يوجد أحد منهم خرج عن الطريق السوي". وأوضح الدكتور الحربي أن السعودية لديها أكثر من 20 مدرسة وأكاديمية في الخارج، آخرها افتُتحت في نيودلهي. وأضاف أن تلك المدارس تضم بين صفوفها طلاباً مسلمين ينتمون إلى مختلف المذاهب الإسلامية. كما أن كثيراً من معلّميها غير مسلمين. وأشار إلى ان نقابة المعلمين الأميركيين منحت قبل أربعة أشهر"جائزة المربي الأول"لأحد معلمي الأكاديمية على أدائه ودقته وتفانيه، وهو يعمل في المدرسة نفسها التي تطالب اللجنة المذكورة بإغلاقها. وقال المدير العام للمدرسة عبدالله الشبنان الأربعاء، إنه لم يطلع على التقرير، لكنه قال إن الأكاديمية عدّلت مناهجها خلال السنوات الأخيرة، وحذفت بعض العبارات الملتهبة التي يتضمنها المقرر السعودي. وأضاف أن مقررات المدرسة تصلح الآن لتكون نموذجاً للحكومة السعودية لتستخدمه في إصلاح المدارس السعودية. وزاد:"لا يوجد شيء في مقرراتنا ضد أي دين". وأضاف:"لدينا سياسة مفتوحة". كما أشار إلى أن كثيراً من معلمي المدرسة مسيحيون ويهود.