زوج أم عبدالعزيز رجل عاطل عن العمل، مدمن ألقي القبض عليه بحيازة 850 جراماً من الحشيش، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. دخل زوج أم عبدالعزيز السجن تاركاً إياها وأطفالها الخمسة بلا مصدر دخل، فهي امرأة غير عاملة. قرر زوجها داخل السجن أن يعطيها وكالة بالبيع والتصرف بالممتلكات في الإنفاق على الأطفال والمنزل طوال فترة سجنه، وقدّر ما باعته بنحو 350 ألف ريال. استخدمت أم عبدالعزيز المال في دفع الإيجارات والديون المتأخرة وإطعام أطفالها الخمسة، ولكنها احتارت في مصيرها مع زوجها المدمن الذي يقضي حياته بالكامل في دخول سجن والخروج من آخر. تقول أم عبدالعزيز32 عاماً: "تعبت من إطعام أولادي الحرام وقررت ان أضع حداً بطلب الطلاق منه، فقررت المحكمة فسخ العقد بناء على عدم كفاءة الزوج، لأنه غير مأمون على النفس والمال والعرض". بعدما صدر الحكم بفسخ العقد وطلاق الزوجة قرر أبو عبدالعزيز رفع قضية أثناء تمضيته للحكم على زوجته، مطالباً إياها بإرجاع المبلغ بعدما تصرفت به، حكم القاضي بوجوب إرجاعها المبلغ على رغم وجود صك بالوكالة يعطي الزوجة الحق بالتصرف والبيع. بعد خمسة أعوام خرج أبو عبدالعزيز من السجن وذهب إلى الشرطة لتنفيذ الحكم عليها، بحث عن مكان إقامة زوجته إلى أن وجدها تسكن في شقة في أحد أحياء "الشرقية"، وطالبها بتنفيذ ما حكم عليها في اللحظة وإلا فالسجن مصيرها. لم تكن تملك الأم المبلغ الذي يريده، لأنه صُرف على مأكل ومشرب ومسكن أولادها طوال السنوات الخمس. تقول أم عبدالعزيز: "طالبته بإمهالي مدة لأتمكن من جمع المبلغ، فأنا فقيرة ولا أملك مالاً، ووافق بتمديد مهلة مشروطة موقعة بعقد عند شرطة الشمالية في المنطقة الشرقية بالتنازل عن النفقات القديمة في مقابل إمهالي سبعة أشهر من دخول السجن وبتوفير المبلغ خلال هذه المدة، وافقت على مضض اضطراراً للوقت". مشيرة إلى أنه لم يبق على المهلة سوى القليل "سأدخل السجن في آخر يوم من شهر محرم". تؤكد أم عبدالعزيز بأن زوجها لم يتركها وشأنها، فبدأ يحضر باستمرار قرب باب العمارة. ويصرخ بأعلى صوته بألفاظ قبيحة مهدداً إياها بالانتقام وإدخالها السجن، تقول: "كان يدخل شقتي بالقوة وينادي أطفالي الواحد تلو الآخر لضربهم أمام مرأى من سكان العمارة بقصد إغاظتي. تضايق سكان العمارة من الإزعاج اليومي المتسبب من زوجي المدمن والصراخ المتصاعد من ضربه للأطفال، فطلب مني صاحب العمارة الخروج من الشقة والبحث عن مسكن آخر بعيداً عن العمارة، جمعت حاجاتي للانتقال إلى مكان آخر". مؤكدة أنها هربت وأولادها، "ترك أولادي مدارسهم ونحن خائفون من الرجوع إلى المنطقة الشرقية، وعندما اكتشف غيابنا رفع علي دعوة باختطاف أولاده، الذي لا يعرف عنهم شيئاً". وتؤكد الابنة الكبرى 15 عاماً على سوء معاملة والدها لأفراد الأسرة كافة، مشيرة إلى أن والدها "سكير ومدمن مخدرات، ويأتي إلينا ليضربنا أمام الناس وفي الشارع وهربنا لأننا مللنا من الخوف والضرب، ومن نظرات الناس". ولا تخفي بأن والدها سبق أن أعطى شقيقها المخدرات بشرط أن لا يخبر أحداً. ابنه عبدالعزيز 14عاماً يقول: "والدي أعطاني الحشيش المخدر لأخفيه، وطلب مني ألا أخرجه له إلا عندما يطلبه مني، ولكني رفضت". وأكد أن أكثر ما يخيفه حالياً هو دخول والدته السجن.