جالت مسيرة"أحفاد العقيلات"أمس، شوارع محافظة النعيرية، مُعِيدَةً كبار السن إلى نحو سبعة عقود، حين كانت تنطلق هذه القوافل من مدن مناطق نجد والقصيم وحائل وقراها، نحو الشمال، وتحديداً إلى الشام والعراق ومصر. وإذا كان الأجداد يذهبون إلى تلك البلدان من أجل التجارة، فإن أحفادهم الذين امتطوا الجمال كانوا يقدمون واحدة من فعاليات المخيم الربيعي السادس في محافظة النعيرية. وانطلقت المسيرة في العاشرة صباحاً، على شكل قافلة من الجمال، كأول فعالية يقيمها المخيم هذا العام، ترافقهم دوريات أمنية وهم يجولون شوارع النعيرية. وحظي الموكب"العقيلاتي"بإعجاب الحضور بمسيرته وأهازيج رجاله، الذين حاكوا ما كان يقوم به آباؤهم وأجدادهم، وأعادوا إلى الأذهان صولاتهم وجولاتهم في أصقاع المعمورة، بحثاً عن الرزق ومكاسب التجارة. وتجولت المسيرة في عدد من شوارع المحافظة والميادين العامة والسوق الشعبية ووصلت إلى الطرقات الخارجية وبعض المخيمات في المناطق الصحراوية التي تزدحم بالمتنزهين، كما أقام أحفاد العقيلات بعد نهاية المسيرة مجلساً في"بيت شعر"، على غرار ما كان يصنع أجدادهم، رووا فيه قصصاً وروايات قديمة واستذكروا فيه أشعاراً ألّفها تجار العقيلات أثناء رحلاتهم إلى دمشق وبيت المقدس والقاهرة وبغداد، تعبر عن الحنين إلى مدنهم مثل عنيزة وبريدة. وتوسط بيت الشعر الذي خصص ل"العقيلات"مقر المخيم الربيعي، وشهد حضوراً كثيفاً من الزوار، الذين أنصتوا لأحاديث العقيلات وقصصهم وأخبار رحلاتهم، واستمر استقبال الزوار ساعات عدة، تخللها تعريف ببعض العادات البدوية القديمة ومفهوم العقيلات ومسيرة رجاله التاريخية. وذكر رئيس أحفاد العقيلات صالح محمد الوهيبي أن مشاركتهم اليوم"جاءت بدعوة من اللجنة المنظمة للمخيم الربيعي"، مشيراً إلى أن هذه الفعالية"وجدت إقبالاً كبيراً من المتنزهين وزوار المحافظة، لمشاهدة الجمال والمشاركة في المسيرة، وأيضاً الحضور إلى المخيم، والاستمتاع في فعاليات مجلس أحفاد العقيلات". وقال المشرف على مسيرة أحفاد العقيلات وبرنامج المجلس بدر صالح الوهيبي:"أحفاد العقيلات المشاركون في إطار فعاليات المخيم الربيعي يعيدون إلى الذاكرة ما قام به آباؤهم وأجدادهم خلال أسفارهم إلى عدد من مناطق الجزيرة العربية والبلدان العربية، من خلال الجمال التي كانت تقلهم إلى هناك، وكيف كانوا مضرباً للشجاعة والبحث عن مكاسب الرزق"، لافتاً إلى أن العقيلات"كانت بدايتها من منطقة القصيم، ولا تزال تعيد العديد من الذكريات في نفوس الآباء الذين يستذكرون مسيرة هؤلاء الرجال في ذلك الزمن". وعبر كل من الشاعر رثعان مطر الشمري والراوي محمد فهد الوني الدوسري عن سعادتهما بالمشاركة في الفعالية، وأكدا أنهما سيقدمان عروضاً متنوعة من الشعر الشعبي والروايات التاريخية، التي تحكي أصالة رجال الجزيرة العربية وماضيهم العريق المشهود في عدد من المواقف المشرفة.