مُنع المخرج الإيراني نادر داودي من السفر الى بيروت، التي كان من المفترض أن يصل إليها اليوم مع الوفد الايراني للمشاركة في «مهرجان بيروت الدولي للسينما»، حيث يعرض فيلمه «أحمر وأبيض وأخضر» ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الشرق أوسطية في المهرجان. وأعلنت مديرة المهرجان كوليت نوفل، أن «أحمر وأبيض وأخضر» سيُسحب من عروض المهرجان المخصصة للجمهور، لأن مخرجه مُنع من السفر الى بيروت. ويتناول «أحمر وأبيض وأخضر» الأسابيع الثلاثة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في ايران في حزيران (يونيو) 2009. وأضافت أن «سلطات الرقابة اللبنانية طلبت الجمعة الماضي الاطلاعَ على فيلم داودي قبل أن نتبلغ منعه من السفر، وأوضحنا للمسؤولين أننا سحبناه من البرنامج». ولاحظت نوفل ان «كل هذه التطورات تزامنت مع تقرير لوكالة الأنباء الايرانية الرسمية الذي نشر أول من أمس وأشارت إليه الصحف الايرانية، ومنها صحيفة «طهران تايمز»، ويعتبر أن «مهرجان بيروت الدولي للسينما» يسوّق للأفلام التي وصفها التقرير بأنها معادية للثورة الايرانية». كما تبلّغت إدارة المهرجان أمس، اعتذار مخرج فيلم «ماندو» الكردي ابراهيم السعيدي عن عدم المجيء الى بيروت كما كان مقرراً، قائلاً إنه «لن يتمكن من الحضور بسبب بعض الصعوبات التي تحول دون سفره ومغادرته طهران في هذا الوقت»، لكنه لم يوضح طبيعة هذه الصعوبات. وقد اعتاد المهرجان البيروتي مثل هذه التدخلات الرقابية خلال دوراته السابقة، ففي العام الماضي منع فيلم «الأيام الخضراء» (Green days) للإيرانية هنا مخمالباف، نظراً لتزامنه مع زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد الى لبنان، كما منع فيلم اللبناني الفرنسي ديغول عيد «شو صار» الذي يتطرق الى مجرزة نفّذها أحد الأحزاب اللبنانية «العريقة» بحق عائلته التي أبيدت خلال الحرب الأهلية. وحاول المهرجان إعادة عرض ستة أفلام منعت في الدورات السابقة، في تظاهرة سماها «الأفلام الممنوعة» في تموز (يوليو) الماضي، لكنه لم ينجُ من الرقابة مجدداً.