تشهد سوق الحطب في محافظة القريات انتعاشاً ملحوظاً منذ بداية فصل الشتاء، ويأتي"الغضا"و"الأرطى"في مقدم الأنواع التي يزيد الطلب عليها. ويقول جمعة راجي الخمعلي:"نقبل على شراء الحطب في الأوقات كافة، لكن يزداد الطلب في فصل الشتاء، ليس بحثاً عن الدفء فقط، بل إننا نستمتع بإشعال النار ووضع دلة القهوة وإبريق الشاي بالقرب منها". ويضيف الخمعلي:"نفضّل حطب السمر لكونه لا يحترق بسرعة مثل بقية أنواع الحطب، فقطعتان منه تكفيان لليلة كاملة، كما أن رائحة دخانه مستحبة". ويطلق على حطب السمر المساهريات، ويعتبر الأغلى بين مختلف أنواع الحطب، إذ تصل حمولة"الديانّا"منه إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال. أما حمود الدمجاني فيقول إنه يشترى حطب الغضا رغبة في سرعة الاشتعال والحرارة القوية التي تنبعث من هذا النوع خصوصاً. ويضيف:"تكفينا حمولة"الجيب الشاص"لفترة معقولة". ولكل بائع حطب مكان خصصته له البلدية داخل السوق، وهناك باعة يبيعون على الطرق المؤدية إلى السوق، أو في مركباتهم. ويقوم باعة الحطب بتعبئته في أكياس شعير، كان الواحد منها يباع ب15 ريالاً، ووصل السعر أخيراً إلى 25 ريالاً. ويقول البائع فيصل الشراري، إن معظم الزبائن يفضّلون الحطب المعبأ في كيس، فهو الأكثر مبيعاً صيفاً وشتاء. ويضيف أن أهالي الشمال يقبلون على نوعين من الحطب، هما الأرطى والغضا، مشيراً إلى أن حطب الغضا يتميز بسرعة الاشتعال والحرارة القوية، ولهذا يفضّله الزبائن. وعلى رغم بطء اشتعال حطب الأرطي، فإن زبائنه يستخدمونه في التدفئة لكون ناره تبقى مشتعلة لفترة طويلة. ويجلب الشراري الحطب من صحراء النفود، خصوصاً النفود المحاذية لمدينة سكاكا من جهة الشرق، منذ زمن طويل. ويقول الشراري إن أسعار الحطب تعتبر مناسبة جداً، إذا ما قورنت بما نلاقيه من مشقة وتعب ومخاطر في سبيل جلبه. ويضيف:"نمكث في صحراء النفود قرابة أسبوع متحملين برودة الطقس وخطورة الصحراء، إضافة إلى أعطال المركبة التي تواجهنا في تلك الأماكن الخالية، وهذه تعد من أهم مبررات رفع أسعار الحطب، خصوصاً في فصل الشتاء".