نظراً إلى خروج بعض الأعمال الخيرية عن الهدف المنشود، والتي استغلها أعداء الوطن على حين غفلة منا، وبعد أن اتضحت ألاعيب البعض خلف مشاريعهم العدوانية، تولت الجهات الرسمية مشكورة مراقبة العمل الخيري ومحاولة تنظيمه، إلا انه لا يزال أمامنا الكثير وعلينا عدم الغفلة عن بعض الأساليب التي تستغل سذاجة بعض الناس وتعاطفهم الذي لا يزال مستمراً عن مظاهر الناس سواء الدينية أو مظاهر الفقر والعوز. وهنا أنبه، كما نبهت سابقاً، بعض الجمعيات الخيرية قبل أحداث 11 أيلول سبتمبر عن أساليب جديدة بدأت تنتشر في كل مدينة وقرية سعودية لجمع الأموال المشبوهة تحت أنشطة ونحن غافلون عنها، والتي قد تكون مصدر تمويل للعمليات الإرهابية في البلاد، وهذه الأنشطة تنقسم إلى نوعين: النوع الأول الرقية الشرعية، والنوع الثاني هو موجة التسول التي تعرضت لها البلاد بشكل لافت للنظر. الذي يزور أماكن ما يسمى بالرقية الشرعية يجزم بأن هناك شيئاً ما يجري خلف الكواليس! زرت أحد هذه الأماكن بمرافقة احد العاملين بالصحف المحلية ليرى بعينه ما يجري، ولاحظت بأنه لا وجود للشيخ المزعوم، وهناك جمع غفير من مختلف الأجناس يجلسون في غرف ذات رائحة كريهة، ويستمعون لأشرطة قرآنية عبر مكبرات الصوت، وهناك شخصان لهما ملامح عربية يدوران على هذا الجمع وينظران بترقب، وكأنهما يبحثان عن شيء، سألت احدهما فارتبك وقال لا أدري؟ هناك على المدخل ما يشبه الدكان فيه أشياء غريبة داخل أكياس بلاستيك وعلب ماء صحي وماء آخر أصفر مجهول الهوية، وماء آخر يقولون إنه ماء زمزم، ودخل هذا المكان الصغير يفوق دخل أي سوبرماركت بالخبر، ولا يعمل به إلا عمال بنغال هندموا أشكالهم ليكونوا مطاوعة ووجوههم تنبئ بغير ذلك. هذا المكان مثل آلاف المحال المشابهة لا يوجد له ترخيص، ومفتوح وله شباك على الشارع والناس يتزاحمون للشراء من دون فاتورة، وهذا المنزل القديم وغيره من المنازل المشابهة في مدننا وقرانا يحصد الملايين من الناس من دون رقيب أو حسيب، ولا احد يعلم أين تذهب هذه الأموال ومن يدير هذه الشبكات وهذا أمر محير، وسألت العمال عن رقم هاتف الشيخ فأعطوني إياه بعد تردد وعندما وجدت الهاتف مغلقاً رجعت إليهم للاستفسار عن صحة الرقم فجاوبني احدهم بابا رقم صحيح، بس شيخ خط خدمة غير موجود، هو فيه معلوم أنت رقم هو فيه بعدين اتصال! النوع الثاني: عصابات التسول التي تملأ شوارعنا ومساجدنا وأسواقنا وعند إشارات المرور وعلى مرأى من رجال الأمن والمسؤولين، ولم يحرك احد ساكناً فهل هؤلاء سعوديون، طبعاً لا ولكنهم أتوا من بلدان مجاورة بواسطة التسلل والتهريب ويجمعون مبالغ ضخمة، ولا احد يعلم لماذا يحدث هذا في السنوات الأخيرة ولم يحدث أيام فوضى العمل الخيري؟ وجهة نظري أن مشاريع الرقية الشرعية وعصابات التسول أُوجدت للتحايل علينا والحصول على أموال لدعم الفئة الضالة والإرهاب. ناشط اجتماعي ? الخبر [email protected]