اعتبر ضياء أن دراسة الطلاب لأكثر من 17 مادة في الفصل الدراسي الأول أمر مبالغ فيه، مستشهداً بمادة الفيزياء التي تطالب فيها بدراسة 45 قانوناً خلال فصل دراسي واحد، ما يؤثر في الطالب، مشيراً إلى أن بعض القوانين التي مازالت تدرس أصبحت قديمة ومع ذلك لم تحذف لتأخر تطوير المناهج لفترات طويلة، وقال: إن هناك عدداً من المواضيع لا يستفيد منها الطالب كما هو موجود في مادة الجيولوجيا، التي تتحدث عن معلومات عديمة الفائدة للطالب، وطالب بأن تكون المعلومات الموجودة مفيدة للطالب ثقافياً، واقترح ضياء الذي يدرس في القسم العلمي، أن تكون المواد التي خضعت للتطوير، زاخرة بالمعلومات التي تفيد الطالب بعد تخرجه لا اعتمادها على كثرة المواضيع من دون فائدة للطالب نفسه. ويأمل محمد الغانمي بأن تكون المناهج الجديدة بعيدة عن التعمق الذي وصفه ب "العقيم"مشيراً إلى أن الطلاب يدرسون ما يدرسه الطالب الجامعي من دون فرق يذكر، بسبب التعمق غير المبرر في المواد، خصوصاً العلمية، ويواجه الطلاب في مادة الرياضيات معادلات ومسائل متعمقة يدرسها طلاب الجامعة، مطالباً بالتقليل من المواضيع الموجودة في المواد الدراسية التي لا تخدم الطالب بأي حال من الأحوال. وتحدث مهند العطية عن اعتماد المناهج الموجودة حالياً على الكم لا الكيف، مشيراً إلى أن الطلاب يدرسون أربعة فصول في الرياضيات وسبعة فصول في الفيزياء وخمسة فصول في الكيمياء في الفصل الأول مثلاً، إلى جانب العديد من المواد الأخرى، والنتيجة عدم وجود فائدة واستيعاب لتلك المواضيع، مؤكداً أن الحل بنظره يكمن في التقليل من المناهج ودمجها، بحيث تكون مواد العلوم الاجتماعية في كتاب والعلوم العربية في كتاب وهكذا في بقية المواد الأخرى، والاعتماد على المعلومات التي تثقف الطالب من خلال إثرائه بالمعلومات الثقافية التي تخدمه بعد تخرجه من الثانوية العامة. بدوره، أكد الخبير في الجودة المعلم يحيى الدرين، أن المناهج التي يدرسها الطالب حالياً لا تهتم بالثقافة، ولا تواكب سوق العمل الحالية، إضافة إلى عدم اهتمامها بتنمية المهارات لدى الطالب، ولا تستثمره بالطريقة الصحيحة. وطالب الدرين بمشاركة جميع المؤسسات المدنية وغير المدنية في صناعة المنهج، لأن المستفيد في الأخير هو المجتمع وسوق العمل. وأيد دمج المواد العلمية والتقليل من مناهجها، لكي يستفيد الطالب مما درسه أثناء المراحل الثلاث، مؤكداً في الوقت نفسه مشروعية تطوير مواد الدين والتقليل من مناهجها، بشرط عدم المساس بالثوابت الدينية، التي يعتبرها من الأمور الحساسة التي يجب أن يتفادى الناس التحدث عنها. أكد الدكتور الغامدي أن المناهج الحالية تفتقد إلى عدم دفع الطالب إلى البحث والتفكير والتجريب، إضافة إلى البعد عن التشويق والترغيب المطلوب، وقال:"إن المناهج تحتاج إلى تطوير ودمج، خصوصاً المناهج العلمية التي تضم حشواً لا يفيد الطالب علمياً وعملياً". مؤكداً في الوقت نفسه أن الوزارة تستأثر بالرأي من دون أخذ مرئيات أهل الميدان من المعلمين، وأضاف أن تطوير المناهج يحتاج إلى كفاءات علمية للمعلمين من خلال السماح لهم بإكمال دراساتهم العليا، مشدداً على ضرورة التطوير في كل أمور الأنظمة التعليمية والتنظيمية والإدارية، للارتقاء بالتعليم ومقارعة بقية دول العالم.