حول إيجاد الحلقة المفقودة بين مطورين المناهج التربوية والمعلمين الموجودين في الميدان العملي، والعناية بتخفيف العبء عن المعلم الذي يعد الركيزة الأساسية في اختبار أي موضوع أو استراتيجية، ولا سيما بتقليل نصابه من الحصص، تركزت أطروحات 22 معلمة في تخصصات مختلفة لتطوير المناهج والإبداع في العملية التعليمية. وأوضحت مدونة مجموعة معلمات اللغة الإنكليزية خلال ملتقى تطوير المناهج الذي جمع أولياء أمور وطالبات ومعلمات متخصصات في مادة الرياضيات والإنكليزي والكيمياء، المنعقد بمدرسة ثانوية عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بالحرس الوطني أمس، أن النظام السنوي في مجال تطوير مناهج المرحلة يحتاج إلى الاتصال بالواقع والممارسة في الحياة اليومية، وإلى ضرورة أن تناسب كمية المنهج لعدد الحصص والخطة الدراسية لتخفيف نصاب المعلم، لافتاً إلى أنه يجب أن يكون بشكل معقول يسمح له بالإبداع في منهجه ومتابعة الطلاب ومراعاة فروقهم الفردية، والتنويع في أساليب التقويم والارتقاء بمستواهم الفكري والتعليمي، وألا تدرس المادة بالحصص الأخيرة. وعن الصعوبات والتحديات التي تواجههم على المستوى الإداري، أضافت أن أبرز تلك المشكلات عدم توفير معامل للغة الإنكليزية أو تقنية، وكذلك توقيت ورش العمل والدورات التدريبية أثناء سير المنهج، وأن الصعوبات والتحديات على المستوى التربوي هي عدم مراعاة الفروق في التمارين وأساليب التقويم، وعدم توافق المادة التعليمية مع الواقع الثقافي والاجتماعي. فيما أشارت مدونة المعلمات لمادة الرياضيات إلى أهمية الصدقية بين المنهج والبنية، وتهيئة الطالبة لسوق العمل من خلال مناهج مطورة والخروج من الجمود بمادة الرياضيات، وإلغاء نظام الترفيع الذي أدى إلى إهمال الطالبات وتجاهلهن للمادة، إضافة إلى ذلك تطوير التكنولوجيا لخدمة المنهج من خلال توفيرها، وأن يتناسب المنهج مع ما يدرس في الدول الأخرى. وأضافت أن الصعوبات والتحديات على المستوى الإداري تتمثل في عدم توافر بيئة صفية مجهزة لكثافة عدد الطالبات في الصف الواحد، وعدم توعية أولياء الأمور بفكرة التطوير، وكثافة الحصص والمناهج للمعلمة الواحدة، لافتة إلى أن التحديات على المستوى التربوي تكمن في أن الخطة الزمنية للدرس لا تتناسب مع عدد أيام الدراسة الفعلي، وفي استخدام الرموز والأرقام الإنكليزية، عوضاً عن العربية للمرة الأولى، وعدم توافر مساحة كافية في كتاب الطالبة لحل التمارين. من جانبها، أشارت مدونة معلمات مادة الكيمياء إلى أنه من الضروري أن يصاحب المناهج العلمية «بعض المواد الأدبية» مثل علم النفس، لتطوير شخصية الطالبة، وأن يكون المنهج سلسلة إلكترونية إثرائية بفلاشات ووسائل تكنولوجيا حديثة، لمراعاة الفروق الفردية وطق الفهم، وفيما يتعلق بالصعوبات على المستوى الإداري، لفتت إلى عدم ملاءمة الخطة الدراسية مع الواقع الفعلي، وعدم توفير بيئة تعليمية تقنية للبحث عن وسائل بديلة، وهو ما يضطر إلى شراء مواد وأدوات من مراكز الوسائل المكلفة مادياً، إضافة إلى جمود المنهج وغياب التجارب، في حين ذكرت أن الصعوبات والتحديات على المستوى التربوي تتمثل في عدم تشابه الممارسات الوظيفية في أهدافها مع طرق تطبيق داخل الحصة، وكذلك غياب الجانب القيم والأخلاق في المناهج المطورة لكونها موادّ خطرة الاستخدام، وعدم تسلسل مواد المشاريع المتطورة مع المواد الأخرى أو مع المرحلة السابقة، وهو ما يضطر المعلمات إلى توزيع أوراق عمل للمعلومات الأساسية لاستخدامها. من جهتها، أشارت مديرة إحدى المدارس وداد المعجل أن المناهج الحالية بحاجة إلى تطوير وتوفير مناهج تربوية تعليمية متوازنة ومرنة تلبي حاجة الطلاب ومتطلبات خطط التنمية الوطنية وحاجات سوق العمل المستقبلية، كما تستوعب المتغيرات المحلية والعالمية، مع مراعاة حاجات المتعلمين عبر مراحل نموهم المختلفة في ضوء المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، فيما ذكرت مدونة أولياء الأمور خلال الملتقى أن المناهج المطورة لم تكن بالجودة المطلوبة، لأن بعض الطالبات لم يهيأن لها، ولا سيما أن منهن لم يؤسس بشكل الصحيح، ولفتت مدونة الطالبات إلى أهمية مشاركتهن مع الخبراء والمتخصصين للمادة، وتوفير كتاب مساعد مع المنهج، وتوفير الوسائل التعليمية المساعدة للشرح.