حرصت العديد من عرائس الرياض في ليلة العمر أن تكون زفاتهن غريبة وتحمل فكرة مختلفة، إذ بحثن عن ابتكارات جديدة، من بين الابتكارات التي تنافسن لعرضها أمام المدعوات في حفلات الزواج، لتصبح ليلتها واحدة من ليالي ألف ليلة وليلة. وبدا ذلك جلياً في هذا الموسم، بعد أن اعتمدت فتيات كثيرات في أعراس الصيف، اقتباس بعض القصص والحكايات الأسطورية الشهيرة، أو التفكير في ابتكار لوحات شعرية أو لوحات فنية تجسد أفكاراً معينة، تشترط أن تكون مميزة ومختلفة عن السائد. منال الحسن 24 عاماً عروس دخلت القفص الذهبي في نهاية الإجازة الصيفية، تقول:"حلمت بزفة لم أشاهد مثلها من قبل، وتمنيت أن يتحدث عنها الناس وتبهر عيونهم لغرابتها، وباستشارة الصديقات، توصلت إلى فكرة جديدة، وهي أن تكون"الكوشة"الخاصة بي وبالعريس عبارة عن قفص ذهبي كبير مزين بالورود الملونة وكرسيين ذهبيين لجلوسنا". وتتابع وهي مبتهجة:"إضافة إلى ما سبق، وأحضرت عصفورين يدخلان قفصهما الذهبي في لحظة دخولي والعريس قفصنا، وطيوراً أخرى حلّقت في فضاء قاعة الحفلة في تلك اللحظات". ولا يقتصر الاهتمام بهذه الليلة على العروس فقط، فبعض الآباء شاركوا أيضاً بناتهم الفرحة في البحث عما هو جديد في حفلات الزواج عامة و"الزفة"خاصة. في هذا الشأن، تتذكر نوال العيسى حفلة زفاف إحدى صديقاتها في مدينة الرياض، وتروي تفاصيل زفتها، التي ابتكرها والد العروس:"فوجئت الحاضرات بدخول علبة هدية كبيرة جداً، مغلفة بغلاف جميل ذي ألوان زاهية، ويزينها شريط أحمر كبير، وتسير العلبة على أربع عجلات يدفعها الأب، وتبعه العريس في الدخول إلى القاعة، ناوله مفتاحاً كبيراً وهو يقول له:"ابني الغالي، هذه هديتي لك... أرجو أن تحافظ عليها، فهي كما ترى كبيرة وقيمة وغالية الثمن"، ثم أمره بفتحها أمام المدعوات اللاتي تعالت أصواتهن بدهشة وهن يرين العروس تخرج بكامل زينتها من العلبة، ممسكة أباها بيدها ويسلمها إلى زوج المستقبل". أصبحت حفلات الزواج عروضاً لأفكار وإبداعات مميزة وجديدة، والجميع يبحث عن الإثارة في تلك العروض، إذ يسبح خيال العروس منى السليمان في بحر القصص والأساطير، لتخرج بفكرة رائعة لحفلة زفافها وكانت"ليلة سندبادية"بحسب قولها:"اقتبست فكرة الزفة من وحي قراءاتي للروايات، ومتابعتي لحكايات السندباد البحري، واتفقت مع مصممة متخصصة في ديكورات حفلات الزواج على عمل كوشة مشابهة لمغارة السندباد، وان يدخل ابن أختي مرتدياً الزي الخاص بتلك الشخصية، حاملاً في يده صندوقاً مضاءً يشع نوراً في حال إطفاء الأنوار، وقبل دخولي يقوم الطفل بحك الفانوس الذي أخرجه من الصندوق بيده، وفي هذه اللحظة يصدح صوت الشاعر بأبيات شعرية موزونة يصف فيها محاسن العروس". وتصف العروس ليلتها بالأسطورية وهي تتابع بسعادة:"دخلت القاعة بخطوات بطيئة على صوت الشاعر والأضواء الخافتة، ومشيت بكل فرح وفخر إلى أن وصلت إلى السندباد الصغير، الذي قام بتقبيل رأسي ومناولتي"مسكة الورد"التي كانت على شكل فانوس سحري". نمتلك الكثير من الأفكار لليلة العمر، ولا زالت عروس هذا العصر تبحث عن كل ما هو مميز ومبدع، حتى وصل الأمر إلى مهنة العريس التي يكون لها أحياناً دور في إبداع وتصميم زفة العروس، وهذا ما ذكرته إحدى الحاضرات لزواج قريبة لها:"مهنة عريس قريبتي كابتن طيار، ولهذا السبب شطحت العروس بتفكيرها، وابتكرت أن تكون زفتها على صوت الإعلان عن وصول رحلة طيران، وتدخل القاعة ليس سيراً على أقدامها، بل تدخل راكبة في مركبة مصممه على شكل مجسم طائرة خشبية صغيرة، تدفعها امرأتان ترتديان زي المضيفات، وتقود الطائرة امرأة بزي الكابتن طيار". وتتابع المدعوة وصف ما رأته في تلك الليلة في دهشة:"أثناء صوت موسيقى التنبيه، كالتي نسمعها في المطار، نزلت العروس من مدرج الطائرة الصغير متجهة إلى الكوشة، على كلمات أغنية للمطرب راشد الماجد وهو يردد طاير من الفرحة طاير".