يحتفل أبناء المملكة العربية السعودية بيوم الوطن... هذه الذكرى العزيزة على نفس كل مواطن، لأنها رمز للتحدي والطموح... رمز تحدي كل الظروف التي كانت هذه البلاد تعيشها قبل تكوين هذا الكيان العظيم، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من فقر وجهل ومرض وفرقة وفقدان للأمن، ورمز للطموح نحو اللحاق بالأمم الأخرى في تقدمها العلمي والتكنولوجي، بل في سباقها في مختلف المجالات والميادين مع التمسك بالقيم والثوابت ولا أستطيع من خلال هذه السطور القليلة تناول تلك الإنجازات الضخمة والمضيئة، التي شهد لها القاصي والداني وكل منصف. لكن احتفال هذا العام قيادةً وشعباً بيوم الوطن أرى ? كما يرى غيري ? أنه مختلف ومتميز عن كل الأعوام... ويتمثل هذا الاختلاف وذلك التميز في هذه التباشير المتتابعة السارة وتلك القرارات الكريمة المتلاحقة بإنشاء العديد من مؤسسات التعليم العالي في ربوع هذا الوطن المعطاء. فلا يكاد يمر أسبوع أو شهر إلا ويعلن عن إنشاء جامعة هنا أو كلية هناك، وقد تُوجًت تلك الصروح بصدور ذلك القرار الحكيم بإنشاء جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، حتى وصل عدد جامعاتنا إلى 20 جامعة. ثم يكمل هذه المسيرة المباركة برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي اذ يُوجه أبناءنا للنهل من منابع العلوم والتكنولوجيا في الدول المتقدمة في تخصصات نادرة يحتاجها الوطن، واكتمالاً لهذا العقد المضيء تأتي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بإنشاء كوكبة من الكليات التقنية للبنين والبنات، كما يستبشر المهتمون بشؤون التعليم العالي بالمشروع الضخم الذي تنفذه وزارة التعليم العالي وهو الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية مشروع "آفاق". هذه الشواهد الحية بإنشاء تلك الصروح العلمية العملاقة تعبر بما لا يدع مجالاً للشك عن حرص قيادة هذه البلاد على بناء الشباب السعودي وتسليحهم بالعلوم المفيدة والتقنيات الحديثة، إدراكاً من هذه القيادة الصالحة لأن الاستثمار في الإنسان مهما كلف من مال أو جهد يظل الاستثمار الأمثل، لأنه الثروة الحقيقية الموصلة ? بإذن الله ? إلى تقدم الوطن وسعادة أبنائه، حفظ الله قيادته وأدام على الوطن نعمة الأمن والرخاء.. إنه سميع مجيب. * عميد شؤون هيئة التدريس في وكالة وزارة التربية والتعليم لكليات المعلمين.