أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن ارتياحه لما يجري في الأراضي الفلسطينية هذه الأيام، وبالذات ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شتى الأطياف السياسية، مؤكداً أن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هو دخول في تحقيق مسار السلام في الشرق الأوسط. وقال خادم الحرمين في لقاء نشرته صحيفة"السياسة"الكويتية، ان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هو دخول في تحقيق مسار السلام في الشرق الأوسط، وهو المسار الذي اخترناه جميعاً، وتقدمت المملكة لأجله بمشروع كامل، حتى لا يقال ان العرب ليسوا طلاب سلام بل طلاب حروب، على حد ادعاء إسرائيل. المنطقة العربية لن تشهد حروباً بين المسلمين على أية خلفية، مذهبية كانت أم غير مذهبية، ولن تطغى طائفة عندنا على أخرى، فهذا أمر غير وارد، على عكس ما تقوله بعض التحليلات. وعن احتمال اندلاع الحروب الطائفية والمذهبية في الوطن العربي، قال خادم الحرمين الشريفين:"لن يحدث شيء مما قلت، سيما الحروب الطائفية والمذهبية، بل على العكس، فإن قادم الأيام سيكون أفضل بالنسبة إلى قضايا كثيرة تشغلنا حالياً، ونعتبرها رهن المداولات العربية والدولية. وأنتهز المناسبة لأقول إنني مرتاح لما يجري في أراضي السلطة الفلسطينية هذه الأيام، وبالذات ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شتى الأطياف السياسية، لتحل محل الحكومة الحالية التي تتشكل في معظمها من لون واحد. وعن نواحي الاقتصاد داخل المملكة العربية السعودية، وآفاق العمل فيها، قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز:"إننا نراجع أداء القوانين الاقتصادية النافذة، من أجل تحسينها وملاءمتها لمتطلبات المرحلة، بحيث يكون هذا الأداء مريحاً للمستثمر المحلي أو الأجنبي. وبواسطة مراجعة هذه القوانين فإننا نرمي إلى إحداث نقلة اقتصادية نوعية، إذ ستكون مرنة وسلسة، كما يفترض ان تكون. وعن هذا الرذاذ المتطاير ضد المملكة عبر المواقع الالكترونية على الانترنت، قال خادم الحرمين:"نحن نعرف أنفسنا ونعرف شعبنا، والفضاء اليوم مفتوح للجميع... للعقلاء وللمجانين، لكن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض... نعرف جيداً أن شعبنا العربي يحسن التقويم، ويميز بين الغث والسمين، ويعرف ما يبقى وما يذهب جفاء كزبد الماء". وعن عدم تمتعه بإجازة عمل في الخارج، قال الملك عبدالله:"الأيام الماضية حملت قضايا مهمة في العالم وفي المنطقة، وأي قائد سياسي يرى نفسه مضطراً لمتابعتها. وبالتالي فإن راحته يجدها في حل هذه القضايا لا في الراحة البدنية. لقد انشغلنا كثيراً بمتابعة أمور محلية وغير محلية، وامتازت هذه السنة بالتأزم العالمي، وتطلبت من كل قيادة واعية أن تكون على مقربة منها، وأن تسهم في حلها... وإن الأيام القادمة ستشهد انفراجات طيبة على المستويين الإقليمي والعربي، وستكون مريحة للجميع. وعن العلاقة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، قال خادم الحرمين:"هناك ظواهر تطفو على سطح المجتمع المدني الأميركي، وهناك أصوات يتيح لها جو الحريات المفتوح فرصة التعبير عما داخل أصحابها. علينا أن نلاحق هذه الظواهر وأن نستمع لهذه الأصوات، من باب أخذ العلم فقط. لكن على مستوى الإدارة الأميركية، فلا توجد في علاقتنا معها شوائب، وهناك تفهم في ما بيننا للمواقف الدولية، وكثيراً ما ننصح الإدارة في كيفية التعامل في بعض القضايا، وغالباً ما تستمع الإدارة لنصائحنا.