استأنف السجين السعودي في الولاياتالمتحدة الأميركية حميدان علي التركي نشاطه الدعوي في سجن ولاية كولورادو، من خلال تعليم السجناء اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي. وقال التركي الذي من المقرر ان يقضي في السجن 27 عاماً، في رسالة وجهها إلى والدته:"كل وقتي هنا فيه خير وبركة، فأنا أُعلّمُ الناسَ وأُدرسهم اللغةَ العربيةَ، وأُعلّمُ الكثيرَ منهم الإسلام، ومنهم مَنْ أسلم، وآخرون على الطريق". وأشار حميدان الذي كان مبتعثاً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم اللغة الإنكليزية لتحضير الدراسات العليا في الصوتيات، إلى ان"المسلمين الموجودين في السجن فرحون بي كثيراً، وأنا أعلمهم العربية وقراءة القرآن والأحاديث، وأجيب عن أسئلتهم، والحمد لله لم أذهب إلى سجن إلا لقيت فيه القبول والاحترام من السجناء". وكشفت الرسالة الأخيرة للتركي، الذي أدانته محكمة ولاية كولورادو بتهم التحرش الجنسي وإخفاء وثائق خادمته الإندونيسية، عن تحسن أوضاعه، بخلاف الرسالة السابقة التي وجهها إلى زوجته سارة محمد الخنيزان، التي من المقرر ان تعود إلى المملكة الأسبوع المقبل، والتي أشار فيها إلى ما تعرض له في السجن من إيذاء وإهانة من خلال تجريده من ملابسه وتفتيشه بطريقة مشينة، وتثبيت الحلقات الصاعقة بيديه وحلق لحيته قسراً على رغم توسلاته إليهم، وعدم إعطائه أدويته الخاصة بمرض السكري لمدة تصل إلى 23 ساعة.أما الرسالة الأخيرة التي كانت موجهة إلى والدته لولوة الموجودة حالياً في الرياض، وكتبها بخط يده بعد نقله من سجنه الانفرادي إلى آخر التقى فيه وسجناء، فقال فيها:"الغالية والعزيزة الحبيبة أمي لولوة، حفظها الله ورعاها وأبقاها على عمل صالح آمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، أسأل الله العظيم باسمه الكريم أن تصلك هذه الرسالة وأنت بخير ونعمة، وأسأله ان يجعلني وإياك ممن صبر واحتسب وكرر"حسبنا الله ونعم الوكيل"، ولم يقل غير ما يرضي ربنا"إنا لله وإنا إليه راجعون". ثم بدأ في سؤال والدته وباللهجة الدارجة عن أخبارها وأخبار أخواته وأخوته وأولادهم وأزواجهم، وأضاف مخاطباً أمه"أنا بخير ولله الحمد، أمري عجيب، كلما زادت المصيبة زادني الله تثبيتاً، فالحمد لله على الثبات، ولله الحمد السجن مجرد اسم، وأنا حر في ديني ودعوتي، والسجن الحقيقي هو سجن البُعد عن الله"، مضيفاً"أنا مرتاح، وأموري بخير، وأنا لا أسأل إلا عنك، وعن راحتك، إن شاء الله انك صابرة محتسبة، نحن عباد الله، وأنتِ قلت ليّ من قبل ان أمري مكتوب، وأمر كل واحد منا مكتوب قبل ان يُخلق الإنسان، لذا الواحد لا بد ان يعرف ان قدر الله خير له، وان كون الإنسان يرضى به، فهو خير وأعظم وأكبر، وأسأل الله ان يقبل منا عملنا جميعاً". وكشف التركي أيضاً عن احتمال نقله إلى سجن آخر، يستطيع ان يجري فيه مكالمات هاتفية، وأوضح ان محامين أبلغوه ان"القضية الثانية ألغيت"، وهي القضية المرتبطة بالمحكمة الفيدرالية، مشيراً إلى أنه والمحامون"سنراجع محكمة الاستئناف من أجل إلغاء حكم محكمة الولاية، لأن الظلم صريح في أحكامها"، بيد أنه قال:"حتى تقرر محكمة الاستئناف في القضية فإن ذلك قد يستغرق فترة من الزمن، ولكن نسأل الله أن ييسر الأمور، وينصرنا عليهم نصراً مؤزراً"، مطالباً أمه ان"لا تنسينا من دعائك واستغفارك لنا". ووجه حميدان التركي، من خلال رسالته سلامه إلى أقاربه، وحملت رسالة أخرى خاصة كلاماً مؤثراً تعبر عن اشتياقه إلى أبنائه وبناته تركي ونورة وأروى ولما وربى، وبخاصة الصغيرة ربى، التي لم تتجاوز الثماني السنوات. إلى ذلك، تتواصل جهود الجمعيات الحقوقية والتحركات الشعبية والرسمية رفيعة المستوى لإعادة النظر في قضية التركي، وإعادته إلى وطنه. فيما يستعد المحامون الآن لتقديم الطعن في الحكم الصادر من محكمة الولاية ضده، بعد أن يصدر كتابياً منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل".