كشف الأمين العام لجمعية مكافحة التدخين الدكتور سليمان الصبي ل «الحياة» عن حملة توعية عن التدخين تنظمها الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تستهدف نحو مليوني طالب وطالبة من صغار السن في العام الحالي، لافتاً إلى أن الحملة ستغطي 1100 مدرسة في الرياضوجدة والدمام، ويشارك فيها 10 آلاف طالب وطالبة. وأضاف: «الحملة تهدف إلى زرع كراهية التدخين في نفوس الطلاب، كون التوعية أفضل من إقناع المدخن بشكل مباشر بترك التدخين، ما قد يولّد لدى المدخّن نوع من الانتكاسة في ما بعد»، مشيراً إلى وجود محاضرات مكثفة في 100 مدرسة جديدة للبنين والبنات. وذكر أن هناك تعاوناً مشتركاً بين الجمعية السعودية لمكافحة التدخين وجمعية «كفى» في جدة وجمعية التدخين في المدينةالمنورة وجمعية «تدارك» في منطقة القصيم، لعمل حملات توعوية مشتركة، إذ إن الجمعية لديها زيارات مدرسية بشكل يومي لتقديم دروس عن أضرار التدخين وما يتبعه من إدمان، لافتاً إلى أن أكبر نسبة للتدخين بين الطلاب تكون من الصف الخامس حتى الثاني المتوسط. وأكد أنه توجد حالات إدمان للتدخين لدى طلاب مدارس لا تتعدى أعمارهم سبعة أعوام، وبدأ بعضهم بتعاطي السجائر في عمر خمسة أعوام تقليداً لأقرانهم أو ذويهم حتى وصلت بهم الحال إلى التدخين في المدارس بسبب إدمانهم على مادة النيكوتين، مشيراً إلى أن بعض الأطفال يبدأ بتقليد والده بشرب السيجارة من عمر السنتين، ناهيك عن كون تشبّع جسم الطفل بالنيكوتين نتيجة تدخين والده في المنزل باستمرار، وهذا أمر خطر يتم التحذير منه بشكل مستمر. وتابع: «قد لا يتوقف عند التدخين فقط لدى الطلاب، فقد يصل إلى آفة أكبر منها بكثير وهي تعاطي المخدرات، بدليل أن 95 في المئة ممن تورطوا في قضايا المخدرات وبالتحديد «الحشيش» بدأوا بالتدخين، والجمعية تساعد من يكتشف إدمانهم على المخدرات بإدخالهم إلى المستشفيات المعنية وفق حالات وشروط معيّنة». وعن انتشار التدخين بين الفتيات، قال: «من واقع الإحصاءات الرسمية لمناطق الرياضوجدة والدمام فإن نسبة المدخنات من الفتيات في السعودية بلغت 6 في المئة، وتعتبر نسبة كبيرة مقارنة بنسبتهن في مصر والأردن على رغم انتشار التدخين في تلك الدول»، لافتاً إلى أن تعاطي التدخين بين النساء ينتشر في المشاغل والأماكن التي تغيب عنها الرقابة من الجهات المسؤولة. وأضاف أنه من المتوقع وصول عدد المدخنات في السعودية إلى 600 ألف سيدة في الوقت الحالي، إذ إن مشكلة النساء تختلف كثيراً عن الرجال في ما يخص أعداد المترددات على الجمعية، اللاتي لهن رغبة في الإقلاع عن التدخين، كون العادات والتقاليد في مجتمعنا تمنعهن من فضيحة أنفسهن إذا رغبن في الذهاب إلى الجمعية للإقلاع عن التدخين، مشيراً إلى أن بعضهن يفضلن التردد على المستشفيات الخاصة للامتناع عن التدخين خوفاً من كشف أمرهن. ولفت إلى أن 40 في المئة من النساء المدخنات اللاتي دخلن الجمعية لديهن الرغبة في الإقلاع عن التدخين، بينما تصل نسبة الرجال الذين لديهم الرغبة في الإقلاع عن التدخين إلى 60 في المئة، كون فئة الرجال يحافظون على البرنامج الخاص المعد للامتناع عن التدخين، وقدرتهم على التواصل بشكل يومي مع الجمعية من منطلق حرصهم على الإقلاع عن التدخين. وعن انتكاسة المقلعين عن التدخين للعودة مرة أخرى إلى تعاطي الدخان، أوضح أن نسبة الانتكاسة بين المدخنين بشكل عام تصل إلى 20 في المئة، إذ تعتبر عادية إذا ما قورنت بنسبة المقلعين عن التدخين بشكل نهائي، مشيراً إلى أن سبب انتكاسة المقلعين عن التدخين عودتهم إلى عاداتهم القديمة السيئة، وأولها الاختلاط مع رفاق السوء القدامى. وانتقد الصبي نظام تطبيق مخالفات المدخنين في المطارات، التي أعلن عن تطبيقها من دون وجود آلية محددة أي فقط «حبر على ورق» فقط ولا تلزم المدخن المخالف بدفع الغرامة بشكل نظامي ورسمي كما يحصل مثلاً في المخالفات المرورية التي توقف جميع معاملات المخالف إلى أن يدفع الغرامة.