حذر أستاذ ورئيس قسم جراحة التجميل في كلية الطب في جامعة القاهرة خبير جراحات التجميل في مستشفى القصر العيني الدكتور محمد قدري الذي يزور السعودية حالياً، من الدخول في مغامرة غير محسوبة في إجراء عمليات جراحة التجميل، من قبل أطباء لا يملكون القدرة والكفاءة على إجراء مثل هذه العمليات. وقال الدكتور قدري:"ليس كل من أمسك المشرط من الأطباء المتخرجين هو جراح تجميل، ولا بد أن يكون الطبيب الذي يسلم المريض نفسه إليه على درجة من الصدق والأمانة، وقبل ذلك الكفاءة". ويأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه التقديرات غير الرسمية إلى أن أكثر من 30 في المئة من السيدات الخليجيات يراجعن مراكز التجميل، من أجل إجراء عمليات تجميلية، من أبرزها شفط الدهون لإعادة تشكيل القوام، وجراحة الأنف، إضافة إلى شد الوجه، وجراحات الجفون. وتعليقاً على قضية الفتاة التي دخلت في مضاعفات خطرة وتعرضت للإصابة بالغيبوبة منذ نحو أربعة أشهر جراء خطأ من الطبيب المعالج، أكد الدكتور قدري ضرورة لجوء الراغبات في إجراء عمليات التجميل أو شفط الدهون إلى أطباء على درجة عالية من الكفاءة والقدرة، مع ضرورة امتلاك هؤلاء الأطباء للخبرة، ومعرفة المحاذير، مثل الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم، وغيرهما من الأمراض والعوامل التي لابد من الأخذ بها قبل إجراء الجراحة. وقال:"إن العلم موجود في الكتب، لكن الخبرة هي التي تحدد للطبيب المتمرس ما يقرره في شأن إجراء عمليات التجميل في أي مرحلة عمرية، حتى بعد سن الستين، إذا كانت الحال الصحية للمريضة جيدة". ودعا الدكتور قدوري السيدات إلى المحافظة على جمالهن ونضارة بشرتهن، من خلال اتباع الإرشادات، وتأخير إجراء العمليات التجميلية إلى ما بعد سن الثلاثين، مركزاً على عدم الإفراط في السهر والطعام، واكتساب الوزن وفقدانه. وحذر من التدخين والمعسل وأنواع التبغ كافة، لما لها من دور كبير ومؤثر على البشرة، ومنطقة العين، والجفون، والصحة العامة، داعياً إلى السعي لاتباع غذاء متوازن، وقضاء فترات طويلة في النوم ليلاً. وأشار الدكتور قدري إلى أنه يفضل إجراء عمليات جراحة التجميل في مرحلة ما بعد سن الشباب والدخول في مرحلة النضج، منبهاً إلى ضرورة عدم التعجل في إجرائها، والاستعاضة عنها بوسائل بديلة للجراحات، مثل الحقن لتغطية التجاعيد. وأوضح أن من أبرز جراحات التجميل في السعودية ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط إجراء عمليات إعادة تشكيل الأنف، مرجعاًَ ذلك إلى أن غالبية سيدات هذه المنطقة تجمعهم صفات متقاربة تتمثل في شكل الأنف المدبب أو المعكوف، والذي غالباً ما يمنح الفتاة مبرراً لإجراء عملية التشكيل، إلى جانب عمليات شد البطن من جراء الارتخاء الحادث بسبب العمليات المتكررة، وعمليات شفط الدهون من أجل إعادة تشكيل القوام. وأكد الدكتور قدري ظهور ثورة علمية طبية حديثة في مجال جراحات التجميل، إذ أصبحت تجرى في وقت قياسي، وبنتائج أفضل، ويمكن للمريض العودة إلى بيته وإلى العمل في وقت قياسي وقصير بعد إجرائه العملية.