رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس بوصفه رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، حفلة افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الإقليمي في مجال رعاية الموهوبين تحت شعار"رعاية الموهوبين تربية من أجل المستقبل"في جدة. وتنظم المؤتمر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ويستمر خمسة أيام بمشاركة أكثر من 1500 خبير وباحث مهتم بالموهبة والموهوبين من داخل السعودية وخارجها، لمناقشة المفاهيم كافة المتعلقة بالموهبة والإبداع والنظريات الحديثة وأساليب الكشف والتعرف على الموهوبين. وتجول خادم الحرمين الشريفين يرافقه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز في المعرض المصاحب للفعاليات الذي اشتمل على تجارب محلية وعربية وعالمية في التخطيط لبرامج الموهوبين وتنمية التفكير. كما اطلع على تجارب الأطفال المبدعين لمركز الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز للأطفال الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة. وشاهد خادم الحرمين الشريفين عروضاً للبرامج الإثرائية ومراكز رعاية الموهوبين في مدارس التعليم العام، كما زار جناح مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وجناح الجهات المشاركة في المعرض. وشرف خادم الحرمين الشريفين الحفلة الخطابية، إذ رحب وزير التربية والتعليم نائب رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الدكتور عبدالله بن صالح العبيد بخادم الحرمين الشريفين، وقال:"مرحباً بكم حيث يعقد هذا المؤتمر في ظل تطورات تربوية وعلمية في مجال رعاية الموهوبين، وحيث يتصاعد الاهتمام بالمواهب في إطار إحساس أمم وشعوب العالم بالحاجة إلى هذه النخبة المتميزة". وأضاف:"لم تكن بمنأى عن هذا التوجه بل كنتم راعياً له على هذه الأرض الطيبة، حيث شيدتم مكتبة الملك عبدالعزيز بمحتوياتها وخزائنها المتميزة وبرامجها وفعالياتها الثقافية المتعددة، وأطلقتم نافذة الجنادرية التي جمعت بين التراث والإبداع والقديم والحديث، ووسعتم دوائر الفكر والتفكير والأخذ والعطاء بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأعلنتم إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وما كان بين هذا وذاك عندما أقمتم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين". وأوضح العبيد أنه بفضل توجيهات خادم الحرمين تمكنت المؤسسة من خدمة آلاف الموهوبين من خلال برامجها الإثرائية وجائزتها ولقاءاتها المحلية والدولية، وهي تسعى جاهدة لبناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومها الشامل من أجل تحقيق الاحتواء النفسي والتفاعل الاجتماعي والنمو العلمي والمعرفي للموهوبين. ولفت إلى أن المؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين بأعلى مستويات الرعاية في مؤتمرات الموهبة والموهوبين، وتميز كذلك بمشاركة علماء ومهتمين بارزين من جميع القارات ينتمون إلى 26 دولة وإلى العديد من الهيئات العلمية المعنية بالموهبة والموهوبين، ما أسهم في تنشيط البحث العلمي في هذا المجال، حيث قدموا للمؤتمر ما يزيد على 1500 دراسة علمية. وأكد العبيد في كلمته أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز:"أن المؤتمر تميز بمشاركة 2100 فرد، فضلاً عن تواصل أعداد أكبر من طريق قنوات التواصل الأخرى والمعارض والورش والأجنحة التفاعلية والدورات التدريبية والرحلات العلمية المصاحبة، ما سيثري الميدان بأحدث المستجدات العلمية والتجارب العالمية وأدوات وآليات المراجعة والتقويم والتطوير والتجديد في ساحات الموهبة والإبداع والابتكار، وبما يحقق أهدافكم وتوجيهاتكم وتطلعاتكم في بناء واستثمار الأفكار وإدارة العقول والحقول بالعلم والمعرفة". من جهته، خاطب رئيس المجلس العالي لرعاية الأطفال الموهوبين البروفيسور دين موتسي من المجلس العالمي لرعاية الأطفال الموهوبين في كلمته خادم الحرمين الشريفين قائلاً:"نيابة عن المجلس العالمي لرعاية الأطفال الموهوبين أقدم لكم التهاني لافتتاح المؤتمر العلمي والإقليمي للموهوبين، وأنني متأكد من نجاح هذا المؤتمر، لأنه مؤتمر تعدى الحدود الإقليمية ووصل إلى العالمية لكونكم دعوتم إليه متحدثين من جميع أنحاء العالم، وجندتم له مشاركين من دول عدة ومن خلاله نريد أن نعزز تبادل الأفكار والخبرات المتعلقة بالأطفال الموهوبين عالمياً، وما فعلتموه هنا لرعاية الأطفال الموهوبين يعتبر رسالة مهمة للمجلس العالمي للأطفال الموهوبين". وأضاف:"أنا أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن تقديري الجم للدعم الكبير الذي قدمتموه وللجنة المنظمة على ما بذلتموه من جهود كبيرة ونحن في المجلس العالمي لرعاية الأطفال الموهوبين نقدر لكم جهودكم ومساندتكم". وأكد أن الاحتياجات التعليمية الخاصة بالأطفال الموهوبين لا تزال اليوم غير معروفة بشكل كافٍ على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه بتقديم الدراسات ومشاركة الخبرات من طريق هذا المؤتمر فإننا نستطيع أن نفهمه بشكل أفضل ونوفر لهم التعليم المناسب الذي يستوفي إمكاناتهم ويحقق المأمول منهم وسيحقق لنا مستقبلاً أفضل اعتماداً على قادة أفضل للمستقبل. وقال:"إن طفولة هؤلاء القادة الآن بين أيديكم إنهم يحتاجون إلى حبنا وتفهمنا". ثم استمع خادم الحرمين الشريفين إلى نشيد الموهوبين شارك فيه عدد من الطلاب الموهوبين، كرم بعدها المشاركين في المؤتمر والرعاة.