توقف الإنتاج صباح أمس في 130 مصنعاً في المدينة الصناعية الأولى في الدمام، إثر انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة التي تحتل مساحة تفوق 2.7 مليون متر مربع. وتواصل الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي عنها نحو ساعة، وتوقف عمال المصانع عن العمل، فيما خرج كثير منهم إلى خارج المصانع في انتظار عودة التيار، الذي عاد بعد ساعة، ولكنه تسبب في خسائر كبيرة للمصانع، التي تعمل في مجالات المواد الغذائية والأثاث والورق والطباعة وصناعة المواد الكيماوية ومنتجات البلاستيك ومنتجات الأسمنت والرخام والألمنيوم والمنتجات المعدنية والأجهزة الكهربائية والمواد العازلة وقطع غيار السيارات. وسبب انقطاع التيار عن صناعية الدمام الأولى، الذي نفذته الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الشرقية، حال إرباك في المصانع، وبخاصة أنه حدث في شكل مفاجئ، إذ لم تبلغ الشركة المصانع بقطع التيار، بحسب عاملين فيها، وهو الإجراء الذي تقوم به الشركة عادة في حال قطع التيار عن المنازل والمحال التجارية والمصانع، لدواعي الصيانة الروتينية. وأكد عاملون أنهم لم يتلقوا أي إخطار بانقطاع التيار، لأخذ الاحتياطات اللازمة، وذكروا أن"المعدات توقفت عن العمل، ما شكّل خطراً، وبخاصة أن بعضها يحوي مواد كيماوية، يجب أن لا ينقطع عنها التيار الكهربائي". وأخرجت الشركة السعودية للكهرباء أول من أمس، الوحدة رقم 1 في محطة توليد القرية في المنطقة الشرقية عن العمل، بسبب عطل فني داخلي في محول رفع الوحدة، ما أدى إلى فقدان 633 ميغاوات من الطاقة الإنتاجية الكهربائية، وتزامن مع ارتفاع كبير في أحمال الشبكة في الأسبوع الماضي. ونفى موظفون في فرع الشركة في المنطقة الشرقية علمهم بالخطاب الذي بموجبه قطعت الكهرباء، وذكروا أنهم علموا بذلك من طريق الصحف بعد نشرها الخبر أمس. ولم يستبعدوا ان يشمل الانقطاع خلال الأيام المقبلة، مناطق صناعية أخرى ومجمعات ومحالاً تجارية وأحياء سكنية، وبخاصة ان أحياء عدة في مدينة الدمام، شهدت حتى قبل وقوع العطل في وحدة محطة توليد القرية، انقطاع التيار الكهربائي، دام لساعات في بعض الحالات. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بالإنابة المهندس علي صالح البراك:"إنه فور حدوث العطل الفني لمحول الوحدة، بادر المختصون إلى موقع العطل لمعاينته والعمل على استبداله بمحول آخر احتياط متوافراً في محطة التوليد". وأشار إلى أن"العمل قد يتطلب أياماً عدة، نظراً إلى ضخامة وثقل المحول الذي يتجاوز وزنه 400 طن، إضافة إلى الأعمال الفنية المتشعبة لفك المحول المعطوب وتركيب المحول الاحتياط في موقعه وربطه مع وحدة التوليد". وأوضح"أن الشركة قد تضطر لفصل مبرمج ومحول لبعض الأحمال الكهربائية في المنطقتين الوسطى والشرقية، للحفاظ على موازنة النظام الكهربائي، وأن مدة الفصل لن تتجاوز 30 دقيقة". وطالب البراك أن"يقدر المشتركون هذا الظرف المحرج وأن يتعاونوا مع الشركة بترحيل بعض أحمالهم خارج وقت الذروة التي تقع بين الساعة 12 ظهراً والخامسة عصراً، والعمل على الاقتصاد في استهلاك الطاقة الكهربائية حتى يتم إرجاع وحدة التوليد ومحولها إلى الخدمة". يشار إلى ان المدينة الصناعية الأولى في الدمام تعد واحدة من أول ثلاث مدن صناعية أنشئت في المملكة عام 1390ه، وتقع على طريق الدمام ? الخبر السريع، على مساحة تُقدر بنحو مليونين وسبعمائة وأربعة آلاف متر مربع. فيما تبلغ مساحة المدينة الصناعية الثانية في الدمام 24 مليون متر مربع، وهي موزعة على مرحلتين، ويبلغ عدد المصانع المنتجة فيها نحو 130 مصنعاً، إضافة إلى 160 مصنعاً، تحت الإنشاء. وتتولى إدارة المدينتين إدارتان، تقومان بتوفير الأساسات التي تطلبها الصناعات القائمة فيهما، إذ تقوم بمنح أصحاب رؤوس الأموال والراغبين في دخول الحقل الصناعي والحاصلين على تراخيص بإقامة المشاريع قطع أراضٍ، مقابل إيجار رمزي على خدمات رئيسة ميسرة وملائمة لحاجات القطاع الصناعي من الكهرباء والمياه والهاتف والصرف الصحي وتصريف المياه.