تسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية في الدمام، وخمس مدن صناعية في الرياض، في خسائر مالية تقدر بملايين الريالات، بعد توقف خطوط الإنتاج لأربع ساعات ونصف الساعة يومياً في المدينتين الصناعيتين. وتتضاعف الخسائر في شكل يومي بعد مرور خمسة أيام على هذه الحال واستمرارها حتى نهاية الأسبوع المقبل، بحسب ما أوردت الشركة في خطاباتها التي أرسلتها للمصانع في 27 من الشهر الجاري. وجاء في خطابها:"نظراً إلى حدوث عطل مفاجئ في إحدى وحدات التوليد الرئيسة وارتفاع الأحمال الكهربائية وقت الذروة، فإننا قد نضطر آسفين إلى فصل التيار الكهربائي عن منشآتكم خلال أوقات الذروة فقط من الساعة 1:30 ظهراً إلى 4:00 عصراً للمدينة الصناعية الأولى، ومن الساعة 11:30 صباحاً إلى الساعة 1:30 ظهراً للمدينة الصناعية الثانية، وذلك خلال الفترة المقبلة، لحين إصلاح المحطة وإعادة الوضع إلى طبيعته". ويشير مدير أحد المصانع إلى الخسائر التي تكبدها مصنعه، نتيجة عدم التزامه بالموعد المحدد لتسليم منتجاته لعدد من المستوردين الخليجيين، بعد انقطاع الكهرباء في شكل مفاجئ مطلع الأسبوع الجاري، ومطالباتهم بدفع تكاليف شركات النقل التي تقوم بنقل البضائع من المصنع إلى البحرين والكويت وعدد من دول الخليج العربي وقال:"علمنا بوجود خلل فني لدى الشركة بعد الانقطاع اليومي". واستدرك:"لم تقم الشركة بإبلاغنا قطع التيار الكهربائي في شكل مبرمج خلال الفترة الماضية، ما سبب تعطل أنظمة الدوائر الإلكترونية للمصنع وتوقف معداته، وتعطل البعض منها في مصانع أخرى، خصوصاً التي تحتاج لدورة كاملة لتفريغ محتوياتها مثل خزانات المواد الغذائية السائلة وبعض المواد الكيماوية الأخرى". وأشار إلى ضرورة إبلاغ أصحاب المصانع قبل فصل الكهرباء، خصوصاً إذا كان الفصل مبرمجاً. رفع دعوى قضائية وعلمت"الحياة"أن عدداً من أصحاب المصانع يتجهون إلى رفع دعوى ضد شركة الكهرباء، يطالبون فيها ب"تعويضات مالية نتيجة عدم التزامها تزويد المصانع كهرباء، وقيام الشركة بأعمال فصل مبرمج من دون إبلاغ المصانع بأعمال الفصل، ما كبّدها خسائر مالية، إضافة إلى تعطل بعض المعدات في المصانع، ما يستدعي تغييرها في شكل كامل، خصوصاً أفران الصهر، وخزانات المواد الغذائية السائلة، وخزانات المواد البتروكيماوية". ولم تقتصر أضرار فصل التيار الكهربائي عن المدينتين الصناعيتين الأولى والثانية على المصانع ومنتجاتها فحسب، بل طاولت العاملين فيها بعد تغيير فترات الدوام وتمديدها في بعض المصانع. ويشير جعفر محمد الذي يعمل في أحد مصانع المدينة الصناعية الأولى إلى أن اختلاف مواعيد الدوام وتمديد ساعاته في مصنعهم لأسباب الانقطاع المتكررة سبب إرباكهم وعائلاتهم، خصوصاً في فترة الإجازة الصيفية نتيجة هذه التغييرات. وتحتوي المدينتان الصناعيتان على نحو 312 مصنعاً، 130 منها في المدينة الصناعية الأولى، و182 في المدينة الصناعية الثانية، التي تعد احدى أكبر المدن الصناعية في السعودية والكبرى في المنطقة الشرقية، بمساحة تقدر بنحو 24800 متر مربع.