كشف مستثمرون في سوق النظارات وأخصائيو عيون أن نحو 50 في المئة من النظارات الشمسية التي تباع في أسواق المملكة مقلدة، محذرين من أنها"لا تقي العين من أشعة الشمس أو شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر". وقدر طبيب العيون صاحب مركز البشاوري للنظارات الدكتور محمد البشاوري خسائر الوكلاء بسبب النظارات المقلدة في العام الواحد"بين 3.5 إلى 3.9 بليون ريال"، مقدّراً حجم سوق النظارات الشمسية في المملكة بنحو 7.8 بليون ريال". وقال:"إن 70 في المئة من المواطنين والمقيمين يستخدمون نظارات شمسية". وفيما يصل سعر النظارة ذات الماركة العالمية الأصلية إلى نحو ألفي ريال، فإن سعر المقلدة لا يتجاوز 80 ريالاً، وتوضع على النظارات المقلدة عبارة"صنع في ألمانيا أو إيطاليا أو اليابان"للتأكيد على أنها أصلية، إلا أنها مصنعة في دول آسيوية، وتُهرب إلى أسواق دول الخليج، ومنها تجد طريقها إلى المملكة. وتروج من جانب"تجار شنطة"، وتباع على الأرصفة وفي متاجر خاصة بالإكسسوارات والملابس. ولعل ما يبرر إقبال الكثير من المستهلكين على شراء النظارات المقلدة، مع علمهم أحياناً بحقيقتها، التفاخر، وتقول زينة محمد:"كثيرون، خصوصاً من الفتيات، يحرصون على التباهي بالإكسسوارات، مثل الحقائب والساعات والنظارات، واقتناء ماركات معروفة، وقد لا يملكون المال الكافي لشرائها، لذا يلجؤون إلى المقلد". ويؤكد عاملون في محال بيع النظارات أن التقليد يكثر في النظارات الشمسية، التي تشهد إقبالاً من جانب المستهلكين، أما النظارات الطبية فالتقليد والغش فيها أقل، وبخاصة في الزجاج والبلاستك، وإذا وجد فيكون دائماً في الإطار. وتكمن أهمية النظارة في حماية العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويوضح البشاوري"توجد طبقة خاصة على عدسات النظارة تقوم بحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية"، ومن المفترض أن"لا تصل الأشعة إلى العين من خلال النظارات الأصلية، إلا أن النظارات المقلدة تسمح بمرورها بنسب متفاوتة، ويسبب التعرض إلى الأشعة في تكوين المياه البيضاء في العين". ويقول:"إن لون العدسات الداكن، خلاف ما هو متعارف عليه بأنه يعمل على حماية العين، بل إنه يسمح باتساع حدقة العين وتعرضها إلى أكبر نسبة من الأشعة فوق البنفسجية". ونصح مستخدمي الكمبيوتر لفترات طويلة بارتداء نظارات شمسية أو طبية، تتوافر فيها طبقة الحماية من الأشعة، إضافة إلى مواد عاكسة للضوء"أنتي رفلكشن". وذكر أن هذه المادة تعطي شفافية ووضوحاً يصل إلى أكثر من 99 في المئة. ووجه البشاوري بارتداء النظارات التي"تحوي خاصية"UV"والتي تقوم على منع الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، إضافة أن زجاجها مقاوم للكسر". ويؤكد استشاري العيون الدكتور محمد الإبراهيمي أن"كثرة التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس، والأجهزة المرئية كالتلفزيون والكمبيوتر تتسبب في تكون المياه البيضاء، ويلاحظ أن الذين يعملون في المناطق المكشوفة وبخاصة المرتفعة وفي المناطق البحرية، والذين يتعرضون لأشعة الشمس في شكل مباشر، هم الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بتكون المياه البيضاء وذلك لعدم استخدامهم نظارات تحوي"فلاتر"تمنع تسرب الأشعة إلى العين، ولا يشترط في النظارات أن تحمل لوناً معيناً كما هو شائع لدى الغالبية، ويمكن أن تكون بلون شفاف شرط أن تحمل خاصية"UV". وأشار إلى أن"التلاعب الذي يحدث يكمن في التحكم في جودة الفلتر وكفاءته، إضافة إلى أن النظارات المقلدة متوافرة في معظم المراكز التجارية ومحال بيع الملابس وغيرها، ويمكن التأكد من هذه الخاصية بواسطة جهاز خاص لاختبار كفاءة الفلتر وجودته، ما يحدد فعالية النظارة ومدى استفادة العين منها".