مع توقف الأمطار على منطقة جازان أمس، وجد الأهالي فرصة لتفقد مزارعهم وإعداد بيوتهم للأمطار الغزيرة، التي توقعت هيئة الأرصاد الجوية هطولها الأربعاء والخميس على أنحاء متفرقة من المنطقة. وبان أمس حجم الدمار الذي سببته الأمطار التي هطلت على المنطقة خلال الأيام الأربعة الأخيرة، إذ دهمت السيول قرى بيش وقطعت الطرق عنها، وأدت إلى تصدعات في بعض أبنيتها، واحتجزت سيول محافظة الدرب عائلة ومواطناً نجحت فرق الدفاع المدني في تخليصهم. كما قطع الطريق الدولي المؤدي إلى خارج محافظة الدرب باتجاه مكةوجدة وأبها، وسالت أودية بيش وضمد ووادي تعشر ووادي لية ووادي جازان، وأدت إلى عزل عدد من القرى الحدودية لأكثر من 14 ساعة، وتواصل انقطاع الكهرباء على مدن الدرب والشقيق وعدد من القرى وسط المنطقة. ووجه أمير منطقة جازان بالنيابة الشيخ سليمان بن عثمان الفالح الدفاع المدني والدوريات الأمنية وحرس الحدود والنقل والكهرباء والشؤون الصحية، باتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الأضرار الناجمة عن الأمطار التي شهدتها منطقة جازان في الأيام الماضية. كما وقع أمين منطقة جازان بالنيابة المهندس عصام بن سالم بريك أمس، ستة عقود لتنفيذ مشاريع بلدية في عدد من محافظات ومراكز وقرى المنطقة بأكثر من 9 ملايين ريال. وأوضح بريك أن أربعة مشاريع مخصصة لدرء أخطار السيول في كل من صبيا والقرى التابعة لها ووادي جازان والقرى التابعة لها، بكلفة 8 ملايين ريال، إلى جانب تنفيذ مشروع تسوير مقابر وإنشاء مغاسل موتى في قرى الحرث والخشل بقيمة مليون ريال. وأضاف ل"الحياة"أن تربة مدينة جازان صبخية غير نافذة، ما يؤدي إلى تشكل المستنقعات ويجعل سيولها جارفة. وأضاف أن أمانة جازان تبذل جهودها لشفط تلك المياه. وتطرق إلى أنه يجري تنفيذ مشروع لتصريف المياه بمبلع 24 مليون ريال، سيخدم المنطقة الساحلية والكورنيش والتوحيد وحي الصفا وحي المطار، إضافة إلى مشروع يجري العمل عليه لتصريف مياه الأمطار، وتم رصد 580 مليون ريال للبلديات التابعة للمنطقة. ولفت إلى أن هناك مشروعاً للإصحاح البيئي يشمل استيراد مبيدات ب 37 مليون ريال لمدة ثلاثة أعوام، كما أن هناك فريقاً من المنطقة مهمته متابعة الإصحاح البيئي لرفع القيمة الصحية، خصوصاً أن منطقة جازان من المناطق الزراعية، ويتخللها 132 وادياً متدفقة بالمياه، كما أن فيها أكثر من 3850 قرية مأهولة بالسكان. واعتبر نائب المدير العام للدفاع المدني العقيد عزيز منور، أن الأوضاع في منطقة جازان شبه عادية ومطمئنة، مشيراً إلى أن سيول محافظة الدرب شمال منطقة جازان احتجزت عائلة تستقل سيارة"تويوتا عائلية"جيب وشخص يستقل سيارة"تويوتا كرسيدا"ونجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذهم. وأضاف أن دوريات الدفاع المدني أزالت عقماً قريباً من قرية العالية، كاد يتسبب في دخول المياه إلى القرية. ووزعت فرق الهلال الأحمر ست فرق في المناطق المتضررة في الدرب، ورابطت الفرق احترازاً لأي طارئ. وقامت فرق من فرع وزارة الطرق والنقل في المنطقة بجولات مكثفة على الطرقات المقطوعة والتي دمرتها السيول، أو التي سقطت من الجبال، لإعادة تأهيلها.