تعالت منذ فترة طويلة الأصوات في حفر الباطن من أجل إيجاد حل جذري لمشكلة أغرب دوّار مروري في المحافظة، إذ تخالف أنظمته ما هو متبع في أنظمة المرور في جميع الدوارات في العالم. ومن المتعارف عليه أن الأولوية في المرور في داخل أي دوار تكون للمقبل من جهة اليسار، باستثناء الدوار الواقع مقابل مبنى الأحوال المدنية في حفر الباطن، فالأولوية تحتم على المقبل من جهة اليسار التوقف، وتسمح للمقبل من الجهة اليمنى أن يمر أمام ناظري المقبلين من اليسار، ولا عزاء لهم بسبب صغر حجم الدوار وانعدام الانسيابية في تصميمه، فإذا ما كنت مقبلاً من ناحية إشارة السوق القديمة، وتنوى التوجه إلى وسط حفر الباطن، فستفاجأ بوجود الدوار وستستمر في السرعة التي كنت تقود بها مركبتك، لان الدوار غير مكتمل النمو، بينما ستقف بقية المركبات التي تكون مقبلة من جهة اليسار من الدوار مضطرة، وليس احتراماً للأولوية. وفي ما إذا كنت سالكاً لطريق الملك فيصل في اتجاه سوق الخضار، فتنبه، لأن الخارجين من الدوار سيلتقون معك في الخط نفسه، ومشاهد الارتباك المرورية دائمة الحدوث بسبب انعدام خطوط التماس بين الدوار وطريق الملك فيصل. ويشير أحد المهندسين العاملين في أحد المكاتب الهندسية في المحافظة إلى أن"الدوار صُمم منذ سنوات عدة، ولم يأخذ في الحسبان النمو السكاني والتطور العمراني في المستقبل، ما أدى إلى حدوث المشكلة الحالية". ويضيف"هناك مشكلات هندسية أدت إلى التأخر في طرح الحلول في شأن هذا الدوار، كما أن انعدام الانسيابية في جميع الاتجاهات للمقبلين بسياراتهم للدوار أفضت إلى حصول ارتباك حول أحقية المرور، التي مُنحت إجبارياً لغير أصحابها، فالتصاميم الخاصة بالدوارات و الطرق يجب أن تُراعى فيها الأنظمة المرورية المتعارف عليها". ومع تعالي الأصوات المطالبة بتغيير شكل الدوار، قام المجلس البلدي، كما علمت"الحياة"بتفويض أحد أعضائه بعمل دراسة من أجل إيجاد حل سريع لمشكلة الدوار، بحيث يخرج في صورة جميلة، تراعي جميع الأنظمة المرورية. وتوصل العضو، وبعد الاستعانة بمكاتب هندسية استشارية، إلى تصور من المحتمل، في حال تنفيذه، أن يغير الشكل القديم للدوار، ويمنح حفر الباطن دواراً مرورياً حقيقياً. ويقول رافع فهد إن"المطالب الخاصة بتغيير ذلك الدوار نابعة من أنه لم يكن دواراً بمعنى الكلمة بل العكس، أدى إلى حدوث تزاحم شديد، ويفترض أن يكون الدوار، كما هو متبع في بقية المناطق، منظراً جمالياً، بحيث تتم زراعته ليخرج بصورة أخرى تكون أكثر بهاءً، ويسهم في تنظيم حركة السير، لأنه وضع من أجل هذا المطلب".