تسببت موجة الغبار التي شهدتها الشرقية يوم أمس في تأخير رحلة قادمة من جدة لمدة ساعتين، نتيجة انعدام في مستوى الرؤية الأفقية، ما سبب تأخير إقلاع الرحلة من مدينة جدة. وأكدت مصادر في مطار الملك فهد الدولي مواصلة الرحلات القادمة والمغادرة باستثناء رحلة جدة التي تعذر استقبالها في موعدها نتيجة الأحوال الجوية السيئة. وأكد المصدر"إيقاف استقبال الرحلات القادمة والمغادرة في حال زادت الأحوال الجوية سوءاً". ولم تقتصر موجة الغبار على إلغاء الرحلات الجوية فحسب، وامتد ضررها إلى عدد من الطرقات الرئيسة، التي شهدت هي الأخرى حادثة دهس رجل أمن أثناء مباشرته حادثة مرورية، وقامت فرقة من الهلال الأحمر بنقله إلى مجمع الملك فهد الطبي. وشهد طريق الظهران- بقيق وقوع عشرات الحوادث نتيجة انعدام مستوى الرؤية الأفقية. وباشرت الحوادث فرق من الهلال الأحمر، ودوريات أمن الطرق. وشهد الطريق نفسه يوم أول من أمس حوادث سير وقعت بين 15 سيارة نتيجة موجة الغبار التي شهدتها المنطقة. وتسببت سرعة الرياح في سقوط عدد من اللوحات الإعلانية في محافظات المنطقة الشرقية، مسببة إغلاق بعض الشوارع، ولم تخلف إصابات تذكر. وباشرت الدوريات الأمنية، ودوريات المرور المواقع كافة. كما وجه أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي البلديات كافة بضرورة تشغيل مقاول النظافة في مباشرة الطرقات الرئيسة داخل المدن، وعلى أطرافها لإزالة الأتربة المتحركة وبعض المخلفات المتطايرة من الطرقات، وضرورة إزالتها لتفادي وقوع حوادث أو إعاقة في حركة السير في تلك الشوارع. من جهته أوضح الفلكي جبر الدوسري أن موجة الغبار والرياح التي تشهدها الشرقية هذه الأيام تأتي في بداية "البوارح"التي تبدأ عادة في أواخر شهر أيار مايو، إلى منتصف شهر تموز يوليو، وتستمر لفترة تتراوح بين 40 إلى 50 يوماً، وقال الدوسري:"تشهد الشرقية هذه الأيام موجة رياح شديدة، محملة بالغبار والأتربة، وعادة ما تكون في بداية البوارح، بيد أنها هذه السنة جاءت في نهايتها خلاف المتوقع، مع سرعة في حركة الرياح الشمالية الغربية". وتوقع الدوسري انتهاء هذه الموجة مع منتصف شهر تموز يوليو الجاري. وفرضت الأجواء المحملة بالغبار والأتربة حظر تجول على أهالي المنطقة الشرقية، خصوصاً الأماكن العامة والمكشوفة، إضافة للارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة. وتوجه العديد منهم للمجمعات التجارية، إذ رأوا فيها بديلاً للشوارع والميادين المكشوفة، بحسب بعض الأسر للأماكن الترفيهية. ولم يلغ حظر التجول الذي فرضته الطبيعة توافد أهالي الشرقية على أقسام الطوارئ، خصوصاً المصابين بمرضي الربو والحساسية، وتم التعامل معهم بحسب الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية بسرعة علاجهم وإسعاف الحالات الطارئة التي حضرت للمستشفيات في أوقات متفاوتة. إلى ذلك، أصيب أحد المزارعين بكسر في يده اليمني، بسبب سقوط نخلة في مزرعته، إذ لم تصمد شجرات النخيل وبعض أعمدة الإعلانات الكبيرة، في وجه الرياح الشديدة، التي تعرضت لها المنطقة الشرقية أمس. وعلى رغم أن الرياح لم تكن شديدة إلى حد تأثيرها على جذع النخلة القوي، إلا أن مزارعين أنقذوا زميلهم، وأكدوا ل"الحياة"أن"ما حصل له ارتباط بما تفعله السوسة الحمراء التي تغزو النخيل منذ عهد طويل". وأضاف المزارع محمد علي 53 عاماً"إن السبب القوي لانكسار الجذع هو يرقات السوسة الحمراء التي نخرت فيه". ولحسن حظ المزارع الذي صعد للنخلة من أجل جني الرطب، أن المزرعة كانت مليئة بالماء ساعة سقوطه، ما جعل الأرض لينة، إذ سقط من ارتفاع طابقين، الأمر الذي خفف من إصابته، لتقتصر على كسر اليد فقط، علماً بأنه فقد الوعي حتى قبيل وصوله إلى مستشفى خاص، تلقى فيه علاجه. وقال المحسن:"نصحته شخصياً بعدم ركوب هذه النخلة، بيد أنه لم يستمع لما أقول، مفضلاً عدم ضياع محصول النخلة"، مضيفاً"أنه يعلم أنني لا أركب نخلة مثلها فحياتي أغلى من ثمرها". وحسب خبرته في عالم النخيل قال محذراً المزارعين:"هناك عوامل عدة قد تشكل خطراً على راكب النخيل، وتحديداً في هذه الفترة الزمنية من العام موسم الرطب، ومن تلك العوامل الهواء الشديد الذي تتأثر به حتى النخلة السليمة إن كانت عالية، كتلك التي كُسرت من النصف، وهي المنطقة التي وجدت فيها يرقات السوسة الحمراء". وأضاف"على رغم مكافحة هذه السوسة من جانب وزارة الزراعة، إلا أنها تنشط في فصل الصيف، وهي تقضي على النخلة خلال عام على الأرجح". وأشار للنخلة التي قضت عليها السوسة الحمراء. وسقطت إحدى لوحات الإعلانات الضخمة بالقرب من دوار الأشرعة في كورنيش الدمام، ما تسبب في عرقلة المرور في الشارع لبعض الوقت، وقال السائق عبد المطلب المزين:"سقطت اللوحة أمامي فيما كنت أقود مركبتي". وإن كانت أضرار الرياح مقتصرة على الأشجار وبعض الأعمدة المنتشرة في الطرقات، فإن المصابين بمرض الربو هم أكثر ضرراً، حسب مستشفيات في المنطقة الشرقية، إذ راجع المستشفيات، وخلال فترة الظهيرة أمس عدد كبير من مرضى الربو، الذين شعروا باختناقات جراء حجم الغبار المستنشق، والمصاحب للرياح. وقال أحد الأطباء العاملين في القطاع الخاص:"استقبل إسعاف المستشفى عدداً من الحالات، وازدحم القسم من مرضى الربو"، مضيفاً"قمنا بعمل اللازم لهم، وبعضهم سيبقى في المستشفى حتى يتم التأكد من مقدرته على تجاوز الحال السيئة للجو".