سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غازي القصيبي أكد نجاحي ... وخبرة قينان مجرد "تنظير"... و انتظروني في 2007 . فهد آل عقران ل "الحياة": لا أستجيب للضغوط إطلاقاً والتجديد مطلوب لقتل الرتابة ... وأطالب منتقدي جيل الشباب بإطلاعنا على إنجازاتهم
يبدو على رئيس تحرير صحيفة"المدينةالمنورة"فهد آل عقران، الاعتداد بجيل الصحافيين الجدد، خصوصاً عندما تتعالى إدعاءات الجيل القديم بسنوات من الخبرة الطويلة والسجل الحافل بالإنجازات. من حق عقران أن يزهو ويفخر بجيله من الصحافيين الشباب، وأن يتحدث عن صحافة سعودية جديدة، تتجاوز النمطية، التي طالما كانت صفة لعدد من المؤسسات الصحافية التي هيمنت عليها أسماء بعينها لسنوات طويلة. لم يخطئ رئيس تحرير صحيفة المدينة، عندما حاول أن يمنع تجاوز الخطوط في صحيفته، كما لم يقترف ذنباً حينما أراد الحفاظ على هوية صحيفته، ولم يسمح بنشر مقال حتى ولو كان لكاتب كبير. في هذا الحوار الذي تنشره صفحة"آداب وفنون"، وهو واحد ضمن سلسلة من الحوارات، تستمر"الحياة"في تقديمها كل ثلثاء، وتهدف إلى إضاءة الإعلام السعودي، إشكالاته والتحديات التي يواجهها، وكان لها صدى إيجابي ومتابعة حثيثة من الوسط الإعلامي. في هذا الحوار يتناول فهد آل عقران جوانب جديدة في الإعلام السعودي، ويتحدث عن الانتقادات التي واجهها ويواجهها، ويكشف عن ملامح من خطط التطوير في المدينة، ويتوقف عند أحلامه وآماله باعتباره إعلامياً شاباً يسعى إلى نصرة المحررين الشباب من مزاجيات مديري التحرير ورؤساء الأقسام وحساباتهم الشخصية. ولا ينسى أن يتطرق إلى من أسماهم ب"أوصياء المهنة"، الذين يتغنون بأمجاد وإنجازات ربع قرن، التي لم تحرك ساكناً. هنا نص الحوار. انضمامك إلى صحيفة"المدينةالمنورة"، جاء بعد عشر سنوات من العمل في المجال الصناعي، فلماذا هذا الانتقال المفاجئ، من الصناعة إلى الإعلام؟ - في الحقيقة عملي في المجال الصناعي كان متلائماً مع دراستي العلمية، وتحديداً الهندسة الصناعية، فبعد تخرجي في الجامعة التحقت بالعمل في المجال الصناعي، وتحديداً في شركة صافولا، وعملت فيها ما يقارب العشر سنوات، وكانت تجربة مثيرة أضافت إليّ الشيء الكثير، واكتسبت منها كثيراً من الخبرات، خصوصاً في الجوانب الإدارية والتنظيمية، ومشاهد قطاع الأعمال بطريقة مختلفة، وهذا منحني أبعاداً كثيرة في مجالي الصناعة والإدارة، وتحديداً في مجالي إدارة العاملين والتطوير الإداري. وعلى رغم انشغالي طوال تلك السنوات بالعمل الصناعي والإداري، إلا أنني لم أكن بعيداً من الساحة الإعلامية عموماً والصحافة المكتوبة خصوصاً، إذ عملت صحافياً متعاوناً في فترات متقطعة مع صحيفة عكاظ في الثمانينات، وكنت حينها لا أزال طالباً جامعياً، ولا أخفي عليك حبي للصحافة وتعلقي بها منذ ذلك الوقت، وإن كانت تجربتي بسيطة في البداية. لكن لماذا اخترت صحيفة المدينة للاحتراف، على رغم أن بداياتك كانت في عكاظ؟ - أتت فرصة الالتحاق بالعمل في صحيفة المدينة عام 1999 تحديداً، بصفة نائب للمدير العام، وكانت الصحيفة مقبلة على مرحلة تطويرية، واستحدثنا قسماً للتسويق في الصحيفة، وساعدتني خبرتي السابقة في العمل على استحداث هذا القسم، وطريقة التعامل مع صحيفة المدينة كمنتج، وهذه المرحلة أكسبتني بعداً آخر، وهو كيفية التعامل مع رغبات القراء ومعرفة حاجاتهم، بما يناسب جميع فئات المجتمع, وهذا رسخ لديّ عدداً من القناعات، وأكسبني خبرة في نوعية المواد المهمة للقراء، كما ان إشرافي على مجلة"عالم السياحة"جعلني اقترب أكثر من العمل الصحافي الاحترافي وخضت فيها تجربة جيدة، وبعد ذلك التحقت بقسم التحرير في مؤسسة المدينة رئيساً للتحرير منذ أربع سنوات. قلت إنك استحدثت قسماً متخصصاً بالتسويق فور انضمامك إلى المدينة، فماذا أضاف هذا القسم لمؤسسة المدينة وللصحيفة؟ - في البداية أود توضيح المقصود بالتسويق، خصوصاً أن هنالك خلطاً بين التسويق والمبيعات في المؤسسات الصحافية على وجه التحديد، والتسويق هو التعامل مع الصحيفة كمنتج، والعمل على تطوير هذا المنتج بعمل الدراسات المتخصصة والتحليلية، لمعرفة من هم قراؤك من الشرائح المستهدفة، وما هوية الصحيفة، وقد أضاف للصحيفة الشيء الكثير، إذ استطعنا تحديد هوية الصحيفة، وكذلك من هم القراء، وكذلك ما سلبيات الصحيفة والعمل على تحسينها، وتحديد المنافسين لنا في سوق الإعلام المحلي. وفي اعتقادي أن وجود قسم متخصص يعمل على تقويم ودرس السوق بصفة مستمرة هو ما ننفذه في صحافتنا المحلية، فللأسف الغالبية العظمى من المؤسسات الصحافية والإعلامية تعمل من دون معرفة لمن توجه رسالتها، إضافة إلى قناعة الكثيرين من القيادات الصحافية بأنهم أوصياء على المهنة، ويعرفون أكثر مما يعرف القارئ، ولكن لا بد من أن يأخذوا في الاعتبار أن القارئ اليوم اختلف عن القارئ القديم، وأصبح أكثر وعياً وله متطلبات في الصحف التي يقرؤها. كيف طرح اسمك بين أعضاء مجلس إدارة مؤسسة المدينة للطباعة والنشر لتولي مهمة رئيس التحرير، في حين كنت تعمل في قسم آخر، يختلف تماماً عن قسم التحرير؟ - كانت هناك ظروف معينة في صحيفة المدينة خلال تلك الفترة، إذ عرض عليّ أعضاء مجلس الإدارة الوضع، وطلبوا مني تولي رئاسة تحرير الصحيفة، ولم أكن أعلم أنهم تباحثوا في الأمر مسبقاً، ولم أتردد في القبول، إذ كان العرض مقنعاً في البداية. وكما ذكرت سابقاً إنني أهوى التحدي والمغامرة ولا أتخوف من الشيء الجديد، والموضوع كله لم يأخذ وقتاً طويلاً، إذ تلقيت العرض يوم الخميس، وباشرت العمل يوم الأحد. منذ توليك منصب رئيس التحرير في تموز يوليو 2002، وأنت تثير جدلاً كبيراً في الأوساط الصحافية المحلية، فكيف تعاملت مع الوضع في ظل الانتقادات الكثيرة، التي تعرضت لها في البدايات؟ - لم تؤثر فيّ تلك الانتقادات في شكل رئيس، وأنا احترم كل الآراء المنتقدة لوجودي في هذا المنصب، خصوصاً أنني كنت جديداً على الوسط الإعلامي، وفي اعتقادي أن كل شخص يدخل مجالاً جديداً سيتعرض للانتقادات من الوسط نفسه. ولكني كنت مقتنعاً في داخلي بأنها إضافة جديدة إليّ شخصياً، خصوصاً إذا استطاع الشخص الاستفادة من تلك الانتقادات في تطوير ذاته، وقد تعاملت معها بكل إيجابية، لقناعتي بأنها ستضيف الشيء الكثير إلى شخصيتي وعملي، وللأسف فإن تلك الانتقادات نابعة من اعتقادات وقناعات لدينا بأنه لا يستطيع قيادة الصحف إلا الجيل القديم، أو الذين لديهم الخبرة الطويلة في العمل الإعلامي، ولكن إذا نظرنا إلى الواقع نجد أن الجيل الجديد الذي قاد صحفاً كبيرة استطاع أن يثبت جدارته في العمل، وعلى رغم ذلك فالانتقادات مستمرة إلى الآن من المنتقدين، وإذا نظرنا إلى الواقع نجد أن أكثر الناس انتقاداً هم أقلهم عملاً في المجال الإعلامي، ونحن نطالب جميع الذين ينتقدون، خصوصاً منتقدي جيل الشباب أن يطلعونا على ما قدموا في الساحة الإعلامية. والحمد لله كان دافعي إلى الاستمرار هو النتائج التي كنا نحققها في صحيفة المدينة، طوال السنوات الأربع الماضية، خصوصاً في المجال الإعلامي... فالصحيفة حققت نجاحاً ملموساً خلال الفترة الماضية، إذ حققنا من عام 2002 إلى الآن ارتفاعاً في نسب التوزيع بمعدل 140 في المئة ونحن نعلن ذلك، وهذه الأرقام مثبتة في الشركة الوطنية للتوزيع، ونحن فخورون بما نقدمه، ولكن البداية الحقيقية لنا ستكون مطلع 2007 العام المقبل. هذا على المستوى العملي، فماذا عن تأثير الانتقادات في المستوى الشخصي؟ - على المستوى الشخصي ليس لدي مشكلة في التحدي، فأنا أحب التحدي، والمغامرة جزء من شخصية فهد آل عقران، ولدي قناعة أخرى بأن الشخص الذي يمتلك سلاح العلم والمعرفة ولديه ثقة في ذاته، يستطيع العمل في أي مجال يوضع فيه، مادامت لديه الرغبة في التعلم. وهنا أستشهد بكلام وزير العمل الدكتور غازي القصيبي الذي ذكره في كتابه"حياة في الإدارة"،"إن أنجح الأشخاص القياديين هم من يأتون من خارج المهنة". ماذا تقول حول موجة الانتقاد التي شنها عليك قينان الغامدي؟ - الأخ قينان الغامدي من الكتاب الكبار في السعودية، وهو صحافي قدير ومهني من الطراز الأول، وأنا أقدره وأقدر رأيه الشخصي في فهد آل عقران، ولكن أصل الخلاف بيني وبينه كان على نشر مادة أو مقالة له إن صح التعبير، وأنا لم أرفض نشر مقاله في صفحات المدينة، ولكني طلبت منه إلغاء بعض الأجزاء، وهذا في اعتقادي حق مشروع لأي رئيس تحرير، باعتبار أن رئيس التحرير لا يملك الصحيفة، بل لديه خطوط لا بد من أن يسير وفقها بما يتناسب مع سياسة الصحيفة، كما أن لصحيفة المدينة هوية مستقلة بها، وهي لن تسمح لأي كاتب مهما علا شأنه بأن يتجاوز خطوط الصحيفة، وللأسف إن هذا لم يقنع قينان الغامدي، رغم تأكيدي له على حرصنا على أن يكتب في صفحات المدينة، ورأيه مرحب به، سواء كان قارئاً أم كاتباً. ولكن قينان كتب مقالين ينتقد فيهما صحيفة المدينة كما انتقدني أنا أيضاً، وكنت أتمنى أن يذكر في مقاله الثاني الذي أورد فيه ما دار بيننا أن الوطن حذفت من مقاله الجزئية نفسها التي رفضت نشرها في المدينة. فسياسة المدينة لا تمنع أحداً من كتابة رأيه، بل نحن حريصون على ذلك. الذين يتغنون بربع قرن من الإنجازات والخبرات ولكن قينان أبدى بعض الآراء فيك شخصياً، فما تعليقك على ذلك؟ - بصراحة كل ما أريد قوله للأخ قينان الغامدي، الذي يتغنى ومعه كثيرون بربع قرن من الإنجازات والخبرات، تعالوا وانظروا بأنفسكم ماذا صنع فهد آل عقران في صحيفة المدينة، والأرقام هي الفاصل بيني وبينهم. وأقول للأخ قينان عندما ينتقد ويقول فإن الكلام في العادة يكون أسهل من العمل، وأتمنى تطبيق ولو 20 في المئة من الأشياء التي عادة ما تنظّر بها. وأنا لا أنكر مهنية قينان، ولكن ما أنكره هو افتعاله الاختلاف معي فقط لا غير، وعلى رغم ذلك ما زلت أحبه وأقدره وأقول له:"في أي وقت الله يحييك"، والمدينة صحيفتك. كما هو معروف عنك أنك ليست لديك خلفية صحافية، بمعنى أنك لم تمارس العمل الصحافي من قبل، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة نشر مواد لك على صفحات الصحيفة، والسؤال هل خضعت لدورات تدريبية في العمل الصحافي، أم أن هناك من يكتب لك، كما يقال؟ - أؤكد لك أن هناك أناساً يمتلكون خبرة عشرات السنوات لم يضيفوا شيئاً للساحة الإعلامية، وأن هناك أشخاصاً لا يمتلكون من الخبرة إلا سنوات قليلة وسطع نجمهم في الساحة الصحافية. أما على الصعيد الشخصي فأنا أعمل على تطوير ذاتي في جميع الجوانب، ومنها الجانب التحريري، وخضعت لعدد من الدورات، إضافة إلى حضور مؤتمرات عالمية في هذا الجانب، إلى جانب حرصي على زيارة صحافيين كبار عرباً وأجانب، بهدف التعلم، فأنا أتعلم وسأستمر في التعلم في الجانبين التحريري والإداري، وإذا لم أكن في مستوى رؤساء التحرير فعلى الأقل ألا أقل عنهم في شيء، بل واراهن على ذلك. فرئيس التحرير لديه مهمات كبيرة ومتعددة، لا يمكن اختزالها في كتابة مواد تحريرية، فرئيس التحرير إلى جانب خبراته في العمل الصحافي، لا بد من أن يكون قيادياً، ولديه المهارات الإدارية المطلوبة لقيادة مؤسسة صحافية ومطبوعة، عدا عن أن مكونات رئيس التحرير في الوقت الراهن تختلف اختلافاً جذرياً عن السابق، خصوصاً أن الإعلام في وقتنا الحالي يعد صناعة. من المعروف أن صحيفة المدينة محسوبة على التيار الديني - إن صح التعبير- ولكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة، استقطاب الصحيفة مجموعة من الكتاب ممن يحسبون على التيار الليبرالي، فما تعليقك؟ - كون صحيفة المدينة محسوبة على التيار الديني فهذا صحيح، فليس ذلك تهمة ننفيها عنها ولا شرف ندعيه، ولكن سياسة الصحيفة معروفة بتوجهها الديني، وإذا وصلنا إلى أن الناس يعرفون الهوية الحقيقية للصحيفة فهذا هو نجاح بحد ذاته، فهنالك عدد من المطبوعات المحلية غير معروفة التوجه، وليست لها هوية مستقلة. ولكني أؤكد أن صحيفة المدينة للجميع وليست معنية بشريحة من دون أخرى، لاسيما وأننا في بلد إسلامي، إضافة إلى ذلك فإن الصحيفة تعد شاملة لجميع الأطياف، سواء الدينية أم الليبرالية وغيرهما. ومن الملاحظ أن صحيفة المدينة يوجد فيها كتاب من جميع التيارات، وهم موجودون من قبل، وكان دوري مكملاً لمشوار الذين سبقوني في رئاسة تحرير الصحيفة، وإن زاد عدد الكتاب من التيارات المختلفة. وفي اعتقادي أن الصحيفة لا بد من أن تكون متنوعة، خصوصاً في صفحات الرأي، إذ إن وجود كتاب من مختلف التيارات يضيف الكثير إلى الصحيفة. ونحن نريد من صحيفة المدينة أن تكون صحيفة وسطية ومتوازنة في الطرح. ولكن هنالك صفحات أضيفت إلى صحيفة المدينة، منها"يلا شباب"، لقيت انتقادات كثيرة، للسبب ذاته، وهو أن المدينة الصحيفة محسوبة على التيار الديني؟ - الهجوم يأتي على كل صحيفة، واحتمال أن الهجوم على صحيفة المدينة أكثر، باعتبار أنها تحمل اسم مدينة الرسول، وهذا الشيء يشرفنا أن نعمل تحت هذا الشعار"قبة المسجد". وجود صفحات مثل صفحة"يلا شباب"وغيرها هذا راجع إلى قناعتي الشخصية بأهمية التنوع في الصحيفة، كذلك إضافة تلك الصفحات كانت نتيجة لدراسات أجرتها المدينة، ووجدنا أن هنالك فئة كبيرة من الشباب يتابعون الصحيفة، وعلى مستوى المجتمع نجد أن الشباب يمثلون 60 في المئة من نسبة السعوديين، وهي شريحة كبيرة لا بد لنا من التوجه لها ومحادثتها عبر صفحات متخصصة. وبخصوص الاعتراضات، فإن أي عمل معرض لاعتراضات البعض، وأنا لدي قناعة بأن كل شجرة مثمرة هي محل رمي من الجميع. بعد توليك مهمة رئيس التحرير كنت حريصاً على إخضاع العاملين في الصحيفة لدورات تدريبية، ولكنها أوقفت لماذا؟ - سياسة التدريب لم تتوقف في صحيفة المدينة، ولكن التغير حدث في استراتيجية تطبيق سياسة التدريب، والفكرة في ذلك هي بناء جيل جديد من الشباب السعودي في صحيفة المدينة، وتم تدريب عدد كبير في الفترة الماضية، منهم من عمل في صحف أخرى ومنهم من بقي على رأس العمل في الصحيفة، والدورات التدريبية كان البعض منها في داخل السعودية وأخرى في الخارج، كما عملنا على استضافة عدد من الخبراء لتدريب العاملين في المدينة على رأس العمل، وفي هذا العام بدأنا سياسة جديدة في التدريب، إذ استقطبنا ما يقارب 28 طالباً جامعياً من مختلف التخصصات العلمية، وبدأنا تدريبهم على رأس العمل لمدة ثلاثة أشهر، بمكافأة تتراوح بين 2500 و3 آلاف ريال بحسب التخصص. وبدأنا في تثبيت البعض، فسبعة منهم تم تعيينهم في وظيفة محرر متفرغ، ولدينا قناعة بأن الجيل الجديد"جيل الشباب"سيخلق نوعاً جديداً من الفلسفة الإعلامية، بل وسيرد على الكثيرين الذين يدعون أن ليس لدينا كفاءات سعودية، خصوصاً أن بلدنا اليوم غنية بشبابها المتعلم، الذي يحتاج إلى الفرصة فقط لكي يثبت جدارته المهنية. وكذلك لنخرج من الفلسفة القديمة المعروفة في الإعلام والصحافة السعودية، فالصحافة اليوم تعد صناعة... وسياسة التدريب التي نعتمدها تخلق جيلاً جديداً صاحب أفكار جديدة، حتى نستطيع التغيير والبعد من النمطية التي أحدثها وجود الأجيال القديمة في الصحافة السعودية. في الفترة الأخيرة تم تعيين عدد من مديري التحرير الشباب، وهناك من يقول إنها مرحلة تمهيدية لإزاحة الجيل القديم من صحيفة المدينة، فماذا تقول؟ - الجميع في صحيفة المدينة من جيل الشباب، ونحن نحاول الخلط بين ذوي الخبرات الصحافية في صحيفة المدينة الذين يمدوننا بالخبرة، إذ لهم من الولاء للصحيفة الشيء الكثير، وبين جيل الشباب وما يقدمونه لنا من فكر جديد مبتكر، ونحن من أكثر الصحف استقراراً للعاملين فيها، وتعيين مديري تحرير شباب لا يعني الاستغناء عن القدماء، بل هو عملية دمج تصب أخيراً في مصلحة الصحيفة، وفي القريب سيتم تعيين نواب لرئيس التحرير من جيل الشباب كذلك، إذ إنني على قناعة بضرورة إعطاء الفرصة للجميع. إذا كان توجهكم هو إعطاء الشباب فرصة القيادة في الصحف المحلية، فكيف تنظر إلى القيادات الصحافية المحلية، التي أمضت ما يزيد على 25 عاماً في رئاسة بعض الصحف المحلية؟ - في الحقيقة هم قدموا أعمالاً يشكرون عليها، ولهم إنجازات تؤرخ لهم في الصحافة المحلية، وتركوا بصمات واضحة، ووجودهم في تلك المناصب لفترات طويلة أكسب صحفهم صفة الثبات، وإذا نظرنا إلى الصحف التي يترأسها رؤساء تحرير منذ سنوات طويلة لوجدناها من أنجح الصحف المحلية، خصوصاً أن أكثر المشكلات التي تعوق الصحف هو التغيير المستمر لرؤساء التحرير. مجتمعنا يخاف التغيير ولكن هناك من يرى أن التغيير مهم للصحف المحلية؟ - نحن كمجتمع نخاف التغيير، وإذا كان رئيس التحرير يحقق النجاحات المطلوبة إضافة، إلى منح الصحيفة صفة الثبات والاستقرار فلماذا التغيير، على رغم قناعتي بأن التغيير يكسب الصحيفة قوة أكبر ويكون في مصلحتها العامة، لأن التجديد في الدماء مطلوب لقتل الرتابة والروتين. هنالك من طالب باستقالة رؤساء التحرير في الصحف المحلية، والعمل مستشارين، لإعطاء الفرصة للجيل الثاني أو الثالث إن صح التعبير لتولي مهمات القيادة، كيف ترى هذه المطالبات؟ - للأسف لدينا ثقافة خاطئة في هذا الجانب، إذ نجلس فترات طويلة على الكراسي من دون تغيير، حتى يموت الإنسان أو تتم إقالته، إلى جانب تخوفنا نحن السعوديين من التغيير، إضافة إلى وجود صراع بين الجيلين، فالجيل القديم يريد الحفاظ على ممتلكاته، والجيل الجديد يحتاج لإعطائه الفرصة، خصوصاً أن الغالبية المقبلة من جيل الشباب، وهي متعلمة ومؤهلة في هذا الجانب. وفي اعتقادي أن لدينا تجارب ناجحة في قيادة جيل الشباب لأكبر الصحف، ليس على الصعيد المحلي بل الدولي. وبصراحة ليس من المنطق أن يتحدث البعض عن إنجازاتهم ويتباهون بربع القرن الذي قضوه في المهنة، وينكرون على الجيل الجديد الفرص، فلماذا لا يمنح ذوو الخبرات الطويلة ربع قرن جيل الشباب فرصتهم لإثبات ذاتهم، ثم يحاسبونهم بعد خمس سنوات على ما قدموه. كم بلغت معدلات السعودة في صحيفة المدينة منذ توليك رئاستها؟ - تصل نسبة السعودة اليوم في صحيفة المدينة إلى 90 في المئة في أقسام التحرير، وهذا راجع لقناعتي بأن السعوديين هم أصدق من يكتب عن مجتمعهم ويطرح مشكلاته، إذ عملنا على استقطاب مجموعة كبيرة من الشباب السعودي في الفترة الأخيرة، أما في أقسام الإخراج، التي كانت تفتقر لوجود سعوديين بها، فبلغت نسبتهم هذا العام 70 في المئة، والغالبية منهم من الشباب السعودي الذين تم استقطابهم وتدريبهم على العمل في هذه الأقسام. الخطوط الحمراء والتهجم على الناس عرف عنك أنك الأكثر حرصاً على عدم تجاوز الخطوط الحمراء، سواء في المواد الصحافية أم في المقالات، ماذا تقول؟ - أولاً أنا لا أعرف ماهي الخطوط الحمراء تحديداً، ولكن لكل صحيفة سياسة تتبعها في نشر موادها الصحافية، وإذا كان مفهوم الخطوط الحمراء هو التهجم على الناس والتهكم في طريقة الطرح، فهذا مرفوض في صحيفة المدينة. وسياستنا هي الاتزان والبعد من الإثارة، وطالما أننا ارتضينا لأنفسنا البعد من الإثارة في المواد المنشورة، التي لا تخدم في شكل مباشر المصلحة العامة فنحن نبتعد عنها، أما في جانب الطرح فنحن نطرح في شكل مميز ومتزن، واستطعنا طرح الكثير من القضايا الحرجة في المجتمع السعودي. وفي اعتقادي لا توجد خطوط في الصحافة، إنما هي شيء متوارث من القوالب القديمة في الصحافة السعودية، بل هي مسألة تعتمد على كيفية الطرح، وطريقة تناول المادة الصحافية بعيداً من الإثارة غير الهادفة. إذاً كيف تقوم هامش الحرية في الصحافة المحلية؟ - أستشهد هنا بمقولة وزير الإعلام الأستاذ إياد مدني"نحن في ربيع إعلامي"، وهذا صحيح، فنحن نعيش اليوم ربيعاً إعلامياً، ولدينا تطورات كبيرة في صناعة الإعلام السعودي، ولدينا انفتاح كبير. وفي اعتقادي ليست هنالك منافسة على إخفاء معلومة من وسائل الإعلام، وأعتقد أن لدينا هامشاً كبيراً من الحرية، سواء في ما يخص الطرح والتطرق لقضايا شائكة في المجتمع. استحدثت قبل أشهر قلائل مكتباً لك في وسط صالة التحرير، ماذا يعني ذلك؟ - استحدثت مكتباً في وسط صالة التحرير لإيماني الكامل بأن المرء لابد من أن يعمل ضمن فريق عمل، ووجودي مع الفريق باعتبار أنني جزء منه. وأي رئيس تحرير ينسب لنفسه نجاح صحيفته من دون فريقها العملي ليس منطقياً، لأن نجاح المطبوعة يعتمد على الفريق كاملاً، وليس على شخص واحد. وكلما كان رئيس التحرير قريباً من فريق العمل، سيكون العمل أسرع وأكثر تعاوناً، ولن تكون هناك بيروقراطية في العملية الإدارية، فالنرجسية والفوقية والابتعاد عن العاملين كلها مرفوضة عند فهد آل عقران. يقال إنك أكثر إنصافاً للمحرر، خصوصاً في حال الشكاوى من رئيسه في العمل؟ - نعم، فأنا مؤمن بأن الأساس في نجاح الصحيفة هم الصحافيون ومحررو الميدان، وأنا أقرب للمحررين، وأدعمهم بقوة، لاسيما أن غالبية المشكلات والضغوط التي يتعرضون لها من رؤسائهم أو مديري التحرير هي مشكلات تدخل فيها الحسابات الشخصية لمديري التحرير. ومن المفروض إنصاف هذا المحرر، لاسيما أن كل واحد من الشباب لديه الحماسة للعمل ودعمه واجب، حتى لا تؤثر تلك الضغوط النفسية فيه سلباً، ويمكن أن يصل إلى مرحلة ترك العمل، وهذا غير مقبول في سياستي، إذ إنني أدعم الشباب بكل قوة، فهم الذين نعلق عليهم الآمال في المستقبل. من المعروف أن صحيفة المدينة صحيفة اتحادية من حيث التوجه الرياضي، ولكن بعد مجيئك تم تغيير في الاستراتيجية، بتعيين منصور البدر بهدف إيجاد توازن في الصحيفة، ولكن هذا لم يستمر طويلاً إذ تعرضت لبعض الضغوط من قيادات في نادي الاتحاد، وعادت الصحيفة إلى نهجها السابق وتم تعيين عبدالله فلاتة، فما تعليقك على ذلك؟ - أؤكد لك أنه لم يضغط عليّ أحد، وللمعلومة أنا لا أستجيب للضغوط إطلاقاً، واحتمال أن صحيفة المدينة معروفة التوجه، ولكن فلسفتي الخاصة هي الاتزان والوسطية في كل شيء، وهو ما دفعني لاستقطاب محررين رياضيين من مختلف الأندية. وما أؤكد عليه أنني لا أعرف منصور البلوى شخصياً، ومعرفتي به من خلال متابعتي لما ينشر له من أخبار، وعن استقالة منصور البدر فأنا لا أعرف عنها شيئاً، وربما أنه لم يرغب في التغيير الذي طرأ على التنظيم الداخلي للصحيفة، وبصراحة شديدة أنا لا أعلم أسباب خروجه من المدينة، ولم أعلم عن استقالته إلا عندما نشرها في صحف أخرى. وفي النهاية صحيفة المدينة ليست اتحادية ولا أهلاوية، بل هي صحيفة لجميع الرياضيين. سيرة ذاتية د. فهد حسن سعيد آل عقران - الحالة الاجتماعية: متزوج ولي 3 أبناء. - تاريخ الميلاد: 1963. - المؤهلات العلمية: دكتوراه ادارة اعمال، - ماجستير هندسة صناعية مع مرتبة الشرف الاولى، بكالوريوس هندسة صناعية. الخبرات العملية: - مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر منذ عام 1999 حتى تاريخه. - رئيس تحرير جريدة"المدينة"اعتباراً من شهر تموز يوليو 2002 حتى تاريخه. - مساعد المدير العام للمؤسسة 1999 - 2002، والمشرف المباشر على مجلة"اجنحة المسافر"الشهرية مع بدء صدورها في عام 2000، ادارة التسويق والترويج مساعد المدير العام للتسويق والاعلان والمطابع والتوزيع. - شركة"صافولا"منذ عام 1991 - 1999: - العمل في قطاعات مختلفة في الشركة داخل المملكة وخارجها ومنها عضويات: - عضو مجلس ادارة مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر. - عضو اللجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين. - عضو هيئة الصحافيين السعوديين وممثل الهيئة في مدينة جدة. - عضو مركز غرفة التجارة الدولية السعودية. - عضو مشروع كلية المدينةالمنورة - شركة طيبة التعليمية. - عضو مجلس ادارة جمعية الاعلان لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته 2002 - 2005. - عضو مجلس ادارة اتحاد الموزعين العرب في دورته 2001 - 2004. - عضو الجمعية العمومية لمنظمة الاعلان الدولية. - عضو لجنة الوسائل والتسويق السعودية. - عضو لجنة السعي في العفو واصلاح ذات البين - امارة منطقة مكةالمكرمة. - عضو المجموعة التشاورية - امانة محافظة جدة. - عضو جمعية الاعلام والاتصال في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. - عضو المركز العربي للثقافة والاعلام في مدينة القاهرة. - عضو جمعية الاسر المنتجة.