كشف استشاري طب أطفال ارتفاع نسبة عدد المصابين بأمراض حساسية الصدر بين الأطفال في المنطقة الشرقية، ووصف الدكتور شريف بكير النسبة بأنها"الأعلى في عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي"، وقال:"إنها تصل إلى 20 في المئة، بينما تصل النسبة العالمية إلى 15 في المئة فقط". وأرجع السبب الرئيس إلى"احتمال عدم تطبيق المصانع، وبخاصة الاسمنت الشروط الوقائية البيئية، مثل استخدام الفلاتر المنقية للأبخرة والأدخنة والغازات بالصورة التي يجب أن تستخدمها، والمنصوص عليها في المواصفات والمقاييس الخاصة، والتي باستعمالها قد تقل نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي". وعن حساسية الصدر والربو الشعبي المنتشر بين أطفال المنطقة، قال بكير:"هو التهاب مزمن في القصبات، والمسالك الهوائية للصدر نتيجة خلل في الجهاز المناعي، يؤدي إلى تهيج الأنسجة، والخلايا المبطنة، وإلى ضيق المسارات الهوائية وزيادة إفراز المخاط، ويظهر في المريض على هيئة نوبات الكحة المستمرة من أجل طرد المخاط، وظهور الأصوات الصدرية على شكل الصفارة، وفي النهاية يؤدي هذا إلى قصور في كفاءة الرئتين وضيق التنفس"، مشيراً إلى ان نسبة انتشار المرض"تتراوح بين عشرة إلى 15 في المئة بين جميع أطفال العالم، وأن تلك النسبة تختلف بحسب وجود العوامل الرئيسة المسببة لأمراض الحساسية الصدرية في الأطفال، وأهم عاملين هما الوراثي، إذ أثبت علمياً توريث ذلك المرض، والثاني البيئة المحيطة بالطفل، ومن أهمها التلوث البيئي في المنزل والجو المحيط، وبالطبع ملوثات الجو من الغبار وأدخنة المصانع". وحذر من"تفاقم المشكلة، إذا لم تكن هناك مراقبة شديدة على المصانع المحيطة بالتجمعات السكانية، التي تؤثر سلباً على صحة السكان"، مشيراً إلى أن"التدخين السلبي من جانب الآباء يرجع بالضرر الأكبر على الجهاز التنفسي للأطفال، ما يصيبهم بأمراض عدة، أبرزها ضيق التنفس والحساسية الصدرية". وأوضح أن"تجنب تلك الملوثات يقضي على المرض من جذوره"، ونفى ما يتردد عن أن الحساسية الصدرية"مرض معدٍ يمكن أن ينقله المصاب إلى أي شخص يلتقيه". وقال:"هو ليس كذلك على الإطلاق، ومن أبرز أسباب تهيج الشعب الهوائية وازدياد حدتها الإصابة بالأمراض الفيروسية في الجهاز التنفسي، وهذه الأمراض هي الأمراض المعدية". وعن تشخيص المرض قال:"يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والعائلي للطفل، فوجود أعراض أمراض الحساسية بأنواعها للصدر والجلد والأنف في العائلة أو في الطفل سابقاً، مع وجود السعال على فترات متقطعة وازدياده في الليل أثناء النوم أو أثناء بذل مجهود مثل ممارسة الرياضة، أو وجود تلك الأصوات الصدرية مع نوبات ضيق التنفس، إضافة إلى الكشف على المريض بواسطة طبيب متخصص هي أهم طرق التشخيص". وأشار إلى أنه"يمكن أن تظهر بعض الاختبارات المعملية عن الخلايا الايزونفيلية ووجود الأجسام المضادة، الشك في وجود الحساسية الصدرية"، ونفى أن يكون للأشعة السينية أي دور في التشخيص"كما يظن بعض المرضى أو الناس". وعن أهم الأدوات المساعدة في تشخيص المرض، أكد ضرورة"قياس كفاءة الرئتين من طريق جهاز بسيط يجب وجوده لدى كل مريض"، موضحاً أن"الوقاية خير من العلاج"، ويتم ذلك"بتجنب جميع الملوثات الجوية وعدم التعرض لها، وينقسم العلاج الدوائي إلى قسمين من طريق أدوية تستعمل أثناء الأزمات أهمها موسعات الشعب الهوائية، ويفضل استعمالها من طريق الاستنشاق لسرعة عملها بتلك الطريقة، وقلة الضرر عند استعمالها بهذه الصورة". ويضيف"من أهم تلك الأدوية البخاخات أو أجهزة البخار، ولا يمكن أن يحدث تناول هذه الأدوية إدماناً عليها، كما يظن الكثيرون، لأنها تعمل موضعياً، فمضارها أقل بكثير من الأدوية المعطاة بالفم، والدواء الآخر المهم في حالات الأزمات الشديدة هو الكورتيزون، ومهم جداً أن نفهم أن الكورتيزون من أهم الأدوية التي تعطى، لقيامه بتنشيط الجهاز المناعي المتهيج في تلك الحالات، إلا انه يجب أن يكون استعماله متقناً بواسطة الطبيب المتخصص". وأوضح بكير أن القسم الآخر من العلاج"هو الوقائي لمنع حدوث الأزمات، والمحافظة على الشعب الهوائية، ومنعها من التهيج، وهو أيضاً على هيئة بخاخات أو أقراص تمضغ، ويجب استعمالها لفترات طويلة قد تصل إلى ثلاثة أشهر للمحافظة على الرئتين"، منوهاً إلى ضرورة"استعمال الأنابيب الخاصة بالبخاخات، لضمان وصول الدواء إلى داخل الشعب الهوائية".