في أحد أشرطة عبدالله الرويشد قبل سنوات عدة، كان هناك عمل فني جمع بين الرويشد والفنان أبو بكر سالم، سُمع في مقدمته صوت الفنان الشاعر اليمني"حسين المحضار"وهو يطلب من أبي بكر سالم بأن"يلعلع"بقصيدته غناءً، وقال له"هيا لعلع بُه"! إذاً، فالمعنى اللغوي لكلمة"لعلع"، كما فهمناها من شاعرنا الكبير، هي رفع الصوت بقول شيء ما، إما غناءً كما قصدها هو، أو ألماًً، أو لجذب الانتباه عند البعض... أو لغرض المدح عند البعض الآخر. ولعل المعنى الأخير يكون الأقرب لبعض من كان"يلعلع"قبل مباريات"الأخضر"في ألمانيا، واختفت لعلعته فجأة بعد هذه المشاركة! أو تراه صَمَتَ صَمْت الجبناء، أو قد انقلب على من كان يمدح ليساير الركب الصحافي الساخط على أداء منتخبنا هناك... واستمر في اللعلعة... ولكن بالاتجاه المعاكس! أنا لن ألوم لاعبينا.. ولا جهازنا الفني... ولا جماهير الأخضر الوفيّة أو حتى غير الوفيّة.. ولن ألوم حتى حفنة"الملعلعين"... ولكنّي ألوم انفسنا لأننا لم ندرك بأن نفخ لاعبي المنتخب في صحافتنا المحلية قبل وخلال مسابقات كأس العالم، سيدخلهم دوامة نسيان الواقع، ودخول أحلام الاحتراف الخارجي ومقارعة رونالدينيهو وبيكهام وميسي، وأن مدح الصحافة الرياضية وثناءها بدلاً من توضيح أخطائهم وبدلاً من تنبيههم للتركيز على التخطيط الاستراتيجي بدلاً من تكريس أحلام اللاعبين بفوز مظفر على أوكرانيا ومن ثم إسبانيا، هو الذي سيجعلنا مهزومين باستمرار، هزيمة نفسية ومعنوية أكثر منها فنية ونتيجة..! ألم نفكر لماذا يقاتل لاعبو الأخضر الذي معظمهم من ناديي الهلال والاتحاد في مباريات أنديتهم محلياً وقارياً.. ويصبحون كالمربوطين عندما يمثلون"الأخضر"أمام الفرق الكبيرة؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر، ألم نفكر كيف فاز الهلال على فالنسيا حتى لو كان ذلك مباراة اعتزال ودية وقدم مستوى أبهر الإسبان؟ وألم نفكر لماذا قدم الاتحاد كرة جميلة وراقية في آخر كأس عالم للأندية؟ وأصبح لاعبو الفريقين العريقين ضائعين في معظم فترات لقاءات"الأخضر"في ألمانيا؟. ألم نفكر بأن هناك أسباباً يجب أن تدرس بصراحة وبشفافية وبتمعن أكبر من مجرد حلول علمية نظرية، لا تسمن ولا تغني من جوع؟ قد يقول قائل إن البنية الجسمانية للاعبينا هي السبب، وقد يكون هذا سببا معقولاً أحياناً..، ولكن أليست البنية الجسمانية لفريق المكسيك، شبيهة جداً بالبنية الجسمانية لمنتخبنا الأخضر؟ أم أن قلوب المكسيكيين، الذين نشفوا دم الأرجنتينيين، كانت قلوباً من حجر...؟ وقلوب لاعبينا لم تكن كذلك؟! ما الذي يضعف قلوب لاعبينا بهذا الشكل المخزي في المحافل العالمية؟ هل هناك روتين رتيب ممل لم يتغير منذ مونديال 1994؟ أليس من الواجب أن تكون هناك فكرة معسكر دائم للمنتخب السعودي، يتم التجمع فيه أربعة أيام شهرياً في حال عدم خوض المنتخب أصلاً لأي بطولة لملاقاة منتخب عالمي كل شهر، وذلك لزيادة الاحتكاك مع مثل هذه المنتخبات التي تسبب للاعبين رعباً دائما؟ [email protected]