يعد البرنامج العلاجي لقسم الإدمان من أهم البرامج التأهيلية والعلاجية التي يتلقاها المدمن على المخدرات، وحقق نجاحات كبيرة من أبرزها تأثيره على أكثر من خمسة آلاف مدمن شفوا تماماً واستفادوا منه بصورة مباشرة. ويتبع البرنامج الأسلوب البيولوجي النفسي الاجتماعي في كل مراحل التشخيص والعلاج، ويتم ذلك وفق خطة تنفذ خلال الفترة التي يقضيها المريض داخل المستشفى. ويشمل العلاج الطبي الذي يتم فيه إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية وتشخيص الطب النفسي، والعمل على تخليص الجسم من المخدرات وإزالة الأعراض الانسحابية مع اتخاذ الأساليب الطبية الوقائية اللازمة وعلاج الأمراض الفسيولوجية المصاحبة للإدمان. ويهدف العلاج النفسي المصاحب للبرنامج إلى تبصير المريض بنفسه، والعمل على معالجة ما يعانيه من بعض الأمراض النفسية، والاضطرابات السلوكية المصاحبة للإدمان، وإزالة الدوافع السلبية، وتقليل الرغبة في التعاطي بشكل متدرج، وصولاً إلى تغيير نمط حياته وبداية حياة جديدة تصده عن المخدرات، مع تدعيم الاستجمامات الايجابية من خلال جلسات الاختبار والقياس النفسي خلال فترة التنويم. ثم يأتي العلاج الاجتماعي، الذي يهتم بدراسة حالة المريض وتاريخه الاجتماعي الشخصي والعائلي، والوقوف على المشكلات الاجتماعية، والعوامل البيئية التي قادته إلى المخدرات، والعمل على حلها بأسلوب اجتماعي مناسب من طريق المقابلات الفردية والجماعية، والإرشادية، وجلسات العلاج السرية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية التي يقوم بها الأخصائيون الاجتماعيون والأخصائيات، ما يساعد على حل المشكلات طيلة فترة التنويم. ويخضع المريض إلى العلاج الديني الذي أدرج ضمن البرنامج العلاجي"نظراً لأهمية ذلك لأن المجتمع مبني على القيم الإسلامية، ويشترك المرشد الديني في الجلسات العلاجية، وإقامة حلقات النقاش مع المرضى، وإلقاء المحاضرات الدينية بالتنسيق مع مكتب الدعوة والإرشاد". واتخذ البرنامج طريقة العلاج بالتعافي، بهدف الاستفادة من تجارب المدمن المتعافى لمساعدة مريض الإدمان من طريق نقل الخبرة للتوقف عن التعاطي، وكيفية التخلص من التناقضات المصاحبة للإدمان، وتصحيح الأفكار السلبية، وتتم جلسات بمقابلات فردية أو جماعية، وأثبتت هذه التجربة نجاحها. ومرشدو التعافي هم ممن كانوا مدمنين، ولكن تمت معالجتهم في المستشفى، ومتابعتهم من خلال الرعاية المستمرة، وثباتهم على التعافي، وتم تدريبهم داخل المستشفى لمدة 18 شهراً، ثم حصلوا على دبلوم النصح ضد الإدمان من الولاياتالمتحدة الأميركية. ثم ينتقل المريض إلى العلاج التأهيلي، الذي يبدأ بعد انتهاء الأعراض الانسحابية، إذ يستكمل فيه المريض العلاج من طريق العمل ويشمل الأنشطة المتنوعة التي تتناسب مع ميول المرضى وقدراتهم مثل الأنشطة الرياضية البدنية، والفكرية، والرسم، والفنون.